المبادرة السورية لحرية القائد عبدالله اوجلان

من مقتطفات القائد

122

مرت حياتي في إمرالي بخوض الجهاد للانعتاق من تأثير هذا الإله. فسياق المؤامرات الكبرى يجلب معه التحولات العظيمة أيضاً.هذا وتتصدر الدولة القومية لائحة الظواهر حديثة العهد ،التي أعادت صقل ذهن الإنسان ومعالمه خلال القرون الأربعة الأخيرة .فبفضلها أمكن وجود نظام كالرأسمالية ،التي لاتطيق الطبيعة الاجتماعية تحملها مدة طويلة.في الواقع ،كنتُ أرمي إلى التخلص من أكبر هذه الوحوش ،لدى انعكافي على الاشتراكية.لكن نفس الوحش قد بسط نفوذه على الاشتراكية أيضاً فضللني.لذا كانت أكبر فائدة جنيتها في إمرالي هي إتاحة المجال أمامي لإدراك هذه الحقيقة.وهي نفسها الحقيقة التي دنا غرامشي من استيعابها جداً. كلما ازداد عمق المرافعات،كلما تحقق تحرري الذهني كلياً فالتحلي بالجرأة العظمى في الرفض القاطع لنظام مرتبطة بالدولة القومية،لايعني بتاتاً الانقطاع عن المجتمعية.وبالمقابل،فإنه يعني معالجته بأسلوب وببراديغما تعاظمت نسبةُ الحقيقة فيها بدرجة ملحوظة.بالتالي ،لم يعد عصياً علي اصطلاح الحداثة الرأسمالية ضمن هذا الإطار .والمجلدات السابقة من مرافعتي تسلط النور كفايةًعلى الموضوع.فاصطلاح الحداثة البديلة تحت اسم”الحداثة الديمقراطية “كان من دواعي الدياليكتيك.حيث عملت على الحداثة الرأسمالية إلى الحداثة الديمقراطية ،على غرار كارل ماركس ،الذي حولَّ الميتافيزيقيا الجدلية الهيغلية إلى ماديةٍ دياليكتيكية.وما من شكّ في أنّ عواقب ذلك كانت ستتبلور في مجرى التدفق التاريخيّ. أي أنّ وظيفة هذا التفسير الجديد للمادية التاريخية تجسدت في تبيان مدى كونها جواباً على النظام الرأسماليّ.

ع.أوجلان