المبادرة السورية لحرية القائد عبدالله اوجلان

​​​​​​​منظومة المجتمع الكردستاني: نحن على مشارف مستوى تاريخي من التطور لهزيمة المؤامرة الدولية

209

أكد مجلس الرئاسة العامة لمنظومة المجتمع الكردستاني أن النضال ضد المؤامرة الدولية وصل إلى مستوى تاريخي، داعياً الكرد وشعوب العالم إلى تعميق النضال.

قال مجلس الرئاسة العامة لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK) في بيان أصدره اليوم : “إننا ندين مرة أخرى المؤامرة الدولية التي نُفذت في 9 تشرين الأول 1998 ضد الشعب الكردي في شخص القائد أوجلان، في عامها الـ 26 بكل مقت وغضب، ونحيي القائد أوجلان بكل محبة وشوق لردّه على المؤامرة وظروف أسره من خلال مقاومته العظيمة، ونستذكر بكل احترام وامتنان في شخص الرفيق خالد أورال وسلامت منتش وآينور آرتان، وكافة شهداء “لن تستطيعوا حجب شمسنا” الذين صنعوا حلقة من النار حول القائد أوجلان، ونجدد عهدنا بالولاء لذكراهم، ونحيي مقاومة شعبنا الوطني وأصدقائه ضد المؤامرة على مدار 25 عاماً، ومستوى تبنيهم للقائد”.

وذكّر مجلس الرئاسة العامة لمنظومة المجتمع الكردستاني  بدور القوى المهيمنة في المؤامرة الدولية “إن استراتيجية دولة الاستعمار التركي، التي تسند وجودها على إنكار وإبادة الشعب الكردي، تسببت في انتفاضة الكرد وإبداء المقاومة دائماً في القرن العشرين، وكانت أعظم مقاومة وانتفاضة للكرد هي “حرب الوجود والحرية” التي بدأت بقيادة القائد أوجلان وشهدائنا الأبطال، وقد عرّفت عملية النضال الطويلة الأمد هذه، التي قادها حزب العمال الكردستاني، نفسها بأنها “حرب الوجود والحرية”، واعتُبرت المكاسب التي حققتها هذه العملية للكرد، بمثابة تهديد كبير لمصالح وحسابات القرن الجديد من قبل القوى الرأسمالية-الاستعمارية الدولية، لم تجد القوى الرأسمالية العالمية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية أنه من مصلحتها المهيمنة أن تدخل القرن الجديد بـ “وجود كردي متساوٍ وحر”، واعتبروا الكردياتية الحرة، بقيادة حزب العمال الكردستاني، العقبة الأكبر أمام مشروع الشرق الأوسط الكبير، ولهذا السبب، ومن أجل القضاء على عقبة “الكرد الأحرار أصحاب الإرادة” الذين كانوا في خضم عملية التطور، انطلقت مؤامرة 9 تشرين الأول الدولية، والتي تُعدّ أكبر مؤامرة في القرن العشرين، وتم إخراج القائد أوجلان من الشرق الأوسط.

أهداف المؤامرة الدولية

وحدد مجلس الرئاسة العامة لمنظومة المجتمع الكردستاني 3 أهداف أساسية للمؤامرة الدولية: الهدف الأكبر لمؤامرة 9 تشرين الأول الدولية هو منع الكرد من دخول القرن الحادي والعشرين كشعب متساوٍ وحر وصاحب إرادة، لمنعهم من أن يصبحوا أمة موحدة ومتلاحمة، وبالتالي إعادة تصميم منطقة الشرق الأوسط وفقاً لمصالحهم المهيمنة، وكان الهدف الثاني للمؤامرة هو جعل القائد أوجلان بدون تأثير وتصفية الشعب والحركة الكردية، وكما فعلوا في القرن العشرين، أرادوا جعل الكرد بلا هوية، وبلا مكانة، وبلا قيادة في القرن الجديد، وكان الهدف هو جعل الشعب الكردي يخسر قرناً آخر لمجرد أنهم لم ينحنوا للنظام العالمي الرأسمالي المهيمن، ولم يتخلوا عن إرادتهم في النضال ضد سياسة الإنكار والإبادة الجماعية التي تنتهجها الدولة التركية الاستعمارية القاتلة، أما الهدف الثالث فكان تأليب الشعبين الكردي والتركي ضد بعضهما البعض وجرهما إلى حرب كبيرة، وبهذه الطريقة، تم إغلاق المجال أمام حل المشكلة الكردية ودمقرطة تركيا.

إن موقف قائدنا ضد هذه المؤامرة الدولية الكبرى واللعبة الإمبريالية كان مبنياً على تدمير المصير المأساوي للإبادة الجماعية الذي تم تحديده للكرد في القرن العشرين، وعبّر عن موقفه على أساس دحر الحسابات القذرة للقوى المتآمرة على الكرد والشرق الأوسط، واستقبل قائدنا والشعب الكردي وحركتنا، المؤامرة بموقف عظيم من التجدد والمقاومة، وبفضل استراتيجية التحول الديمقراطي للقائد أوجلان ومشروع الجمهورية الديمقراطية، تم منع الشعبين الكردي والتركي من الانجرار إلى حرب كبيرة محاربة بعضهما البعض.

ردّ القائد أوجلان على المؤامرة الدولية بثورة عقلية

كما أثنى مجلس الرئاسة العامة لمنظومة المجتمع الكردستاني على المقاومة التاريخية للقائد عبد الله أوجلان “رد القائد أوجلان وعلى الرغم من الأسر في إمرالي وظروف العزلة المطلقة، على المؤامرة الدولية بثورة عقلية عظيمة ونهج للحل الديمقراطي، كقائد شعبي ثوري، وعندما كانت هناك حاجة إليه كفيلسوف وعالم، وعندما كانت هناك حاجة إليه كعالم سياسي وعالم تاريخي، قاوم فكرياً وعقلياً وجسدياً من أجل تغيير مصير الإبادة الجماعية المأساوية التي فرضت على شعبه، وقدم الأفكار الأكثر تقدماً للوقت الراهن في شخص الشعب الكردي إلى كافة الشعوب والنساء والمضطهدين، ومن خلال التعاريف والأيديولوجية التي ابتكرها، خلق نموذجاً لمجتمع ديمقراطي وحر، ومن خلال أطروحاته حول الحياة الحرة والمجتمع الحر، رد على أكبر مؤامرة في العصر بأعظم مرافعة في العصر، وكانت مرافعته الأخيرة الحضارة الديمقراطية المؤلفة من خمسة مجلدات، بمثابة مرافعة دفاع للكرد والنساء وجميع المضطهدين، وكانت هذه المرافعات التي تم تقديمها إلى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان (DMME) بمثابة “مانفيستو” المجتمع الحر والشخص الحر، وابتكر في ظل ظروف العزلة والأسر المطلقة في إمرالي، نموذج المجتمع الديمقراطي والبيئي وتحرر المرأة، كنموذج للنضال وحياةٍ جديدة، وهو ما يكفي لتغيير مصير جميع المضطهدين في القرن الحادي والعشرين، ولذلك فإن عملية الأسر في إمرالي لم تسر وفق أهداف المتآمرين، بل انعكست وأصبحت عملية تم فيها إنشاء فكر المجتمع الديمقراطي الحر باسم الإنسانية.

هذه المقاومة التاريخية والعظيمة للقائد أوجلان في إمرالي، هي أساس نضالنا ضد الهجمات وسياسة الإبادة الجماعية، لأن السياسة التي يتم تنفيذها في إمرالي، هي سياسة إبادة جماعية وعزلة يتم تنفيذها ضد جميع الكرد، وفي الوضع الحالي يتعرض القائد أوجلان لتعذيب العزلة المطلقة منذ 25 عاماً، ويتم تنفيذ هجمات الإبادة الجماعية الجسدية والثقافية والاجتماعية والسياسية ضد شعب كردستان بشكل يومي، كما تستمر جميع أنواع الهجمات العسكرية الهادفة إلى الإبادة الجماعية دون انقطاع في كل يوم وفي كل لحظة ضد كريلا كردستان، وتتعرض جغرافية كردستان لهجمة إبادة بيئية كبيرة، وإلى جانب هجمات الإبادة الجماعية هذه التي تشنها دولة الاستعمار والقتل التركي، تنبُت الأفكار الديمقراطية للقائد أوجلان مثل بذور نظام اجتماعي جديد في أجزاء كردستان الأربعة وفي كل مكان يوجد فيه الكرد، وتتحول إلى مفهوم المقاومة وحياةٍ جديدة، وتبدأ الحياة باستعادة المعنى الذي فقدته، لقد دخل المجتمع في عملية إعادة بناء المعنى السياسي والأخلاقي الذي فقده، وفي شخص الكرد والنساء، يتلقى جميع المضطهدين قوة كبيرة من هذا التطور، وهي تتحول تدريجياً إلى حركة كبيرة للأمل والحماسة والاتقاد الاجتماعي على المستوى العالمي.

القوى المتآمرة تسعى لتجديد المؤامرة الدولية

ولفت مجلس الرئاسة العامة لمنظومة المجتمع الكردستاني إلى مساعي المحتلين لتجديد المؤامرة بأساليب جديدة “إن الدولة التركية الاستعمارية الاستبدادية، التي لم تفلح في تحقيق الأمور خلال مرحلة المؤامرة الدولية، تسعى الآن إلى تحقيقها من خلال المفاهيم الهجومية الجديدة المتنوعة، حيث أن كل من التحالف الفاشي لحزب العدالة والتنمية، الذي هو عدو للكرد، والقوى العميلة الذين يعتمدون عليهم بمساعدة حلفائهم الدوليين يسعون إلى تجديد المؤامرة وإخضاع إرادة الشعب الكردي، ويعمل على إعادة فرض الكردياتية القديمة الاستسلامية والعميلة والإنكارية من جديد، ويريد تدمير المكتسبات الديمقراطية التي حققها الكرد بجهد كبير في السنوات الأخيرة في إطار مفهوم جديد للإبادة الجماعية والتصفية، إلا أن الكرد وصلوا إلى ذلك المستوى السياسي المنظم للغاية والمشرّف والواعي، الذي لا يرضخ في مواجهة أي قوة مهيمنة، كما أن أكبر إنجاز حققه الكرد نتيجة خمسين عاماً من خوض النضال هو واقع الشعب المنظم والواعي، وبفضل هذا المستوى السياسي المنظم، سيهزم شعبنا كل أنواع ضغوط الإبادة الجماعية والمحو، ولديه هذه الإرادة أكثر من أي وقت مضى.

إن الإنجازات التي تم تحقيقها اليوم لصالح الكرد والديمقراطية والحرية، هي نتيجة لتعمق القائد أوجلان وبصيرته العظيمة وجهوده ومساعيه القيمة، حيث أن محاولة دولة الاستعمار التركية وداعميها الدوليين، هو ترك الكرد في القرن الحادي والعشرين بدون قائد، إن حرمان الكرد من القائد هو السبب الرئيس الذي أدى إلى ابتعادهم عن الحرية على مدى قرن من الزمن، ولهذا السبب، وُضع القائد على صليب إمرالي، ولذلك، كلما تتعاظم إنجازات الكرد، يعملون على تعميق نظام إمرالي للتعذيب أكثر فأكثر، ويجري تشديد العزلة والعزل أكثر فأكثر، لأن الإنجازات التي تتعاظم يوماً بعد يوم لصالح الكرد والديمقراطية والحرية تُعتبر بمثابة جريمة من قِبل دولة الاستعمار التركية، ويعتبرون القائد أوجلان مسؤولاً عن ذلك الأمر، كما لو يقولوا له: “لماذا قمتَ وأيقظتَ هذا الشعب من العبودية؟ ولماذا بعثتَ الروح وخلقتها من جديد؟ ولماذا جعلته ينتفض؟”، ولهذا السبب أيضاً، يفرضون عقوبات إضافية على قائدنا.

الشعب الكردي دخل مرحلة هزيمة المؤامرة وإنهاء الأسر في إمرالي

وثمّن مجلس الرئاسة العامة لمنظومة المجتمع الكردستاني المستوى المتطور من النضال ضد المؤامرة “لقد تم وضع الشعب الكردي أيضاً مع القائد أوجلان في نعش إمرالي، إلا أن الشعب الكردي في المرحلة الحالية دخل مرحلة هزيمة المؤامرة الدولية وإنهاء الأسر في إمرالي، فالقائد أوجلان والشعب الكردي جزء واحد لا يتجزآن، ولهذا السبب، يقول شعبنا كل يوم في الساحات والشوارع “لا يمكن لحياة أن تدوم أبداً من دون القائد”، لأن ولاء شعبنا للقائد أوجلان تحقق بالوعي والحب والإيمان، وبات  معلوماً، أنه لا يمكن لأي قوة الفصل بين القائد أوجلان وشعبنا، ولم يسمح شعبنا انطلاقاً من هذا الأساس منذ اليوم الأول لمؤامرة 9 تشرين الأول الدولية بنجاح المؤامرة في كل المراحل، وانتفض على الدوام وقام بالأنشطة لكي لا يتحقق هدفها المنشود، لأن السلامة الصحية وحرية القائد أوجلان تعني مستقبل الشعب الكردي، والشعب الكردي لديه الآن تلك الإرادة للتمسك بمستقبله، وقد قام شعبنا مع أصدقائه بوضع حرية القائد أوجلان على جدول أعمالهم، ويخوضون النضال من أجل ذلك أيضاً بشكل يومي، في كل الساحات الحاضرين فيها؛ من خلال الحملات ومختلف الطرق والأساليب، وإننا بدورنا، نحيي هذا الموقف الناشط والنضالي والمنظم لشعبنا وأصدقائه.

مقاتلو حرية كردستان يقاومون بالقوة والروح المعنوية الممنوحة لهم من القيادة

وأشاد مجلس الرئاسة العامة لمنظومة المجتمع الكردستاني بمقاومة قوات الدفاع الشعبي ووحدات المرأة الحرة – ستار ضد جميع الهجمات الوحشية لدولة الاحتلال التركي “إن مقاتلي حرية كردستان؛ يستمدون قوتهم الأيديولوجية والفلسفية والتنظيمية الأساسية من القائد والتنظيم، وبفضل نضالهم الحازم والإرادة الصلبة، أصبحوا القوة الأساسية التي منعت المؤامرة الدولية من تحقيق أهدافها القذرة في السنوات الخمس والعشرين الماضية، كما أنهم يرتبطون مع القائد برابطة غير قابلة للكسر، ويعتبرونه المركز الأخلاقي الرئيسي، ويواصل مقاتلو الحرية إظهار إرادتهم في المقاومة تحت كل الظروف، وذلك بفضل ما تم تلقيه من القائد من قوة ومعنويات ووعي، إن جيش الاحتلال التركي يستخدم حالياً وسائل وأساليب غير إنسانية ضد مقاتلي الكريلا بشكل غير مسبوق، إنه يستخدم كل موارد الحرب التي يمتلكها حلف الناتو ضد قواتنا بطريقة وحشية للغاية، فهو يستخدم الآن الغازات الكيماوية والسامة ضد قواتنا، لكنه لن يستطيع إخافتها بأحدث تقنيات الناتو المتوفرة لديه، ولأنه لم يتمكن من تحقيق النتائج المرجوة فيما يتعلق بالغازات الكيميائية والسامة، ولأن المقاومة غير المسبوقة مستمرة، فقد أضاف الآن أسلحة نووية تكتيكية وأسلحة حرارية، إن كل هذه الطرق والأساليب اللاإنسانية التي يستخدمها الجيش التركي الاستعماري ضد مقاتلي حرية كردستان هي جرائم حرب، إنها جرائم ضد الإنسانية، هذه الجريمة يجب أن تنظر إليها المؤسسات الدولية ذات الصلة ويجب محاكمة المجرمين، لأن مقاتلي الحرية دافعوا وسيواصلون الدفاع ليس فقط عن الكرد وكردستان، بل أيضاً عن جميع الشعوب الشقيقة الأخرى التي تعيش في المنطقة بشخص الشعب الكردي وقيم الديمقراطية والحرية للإنسانية جمعاء.

ودعا مجلس الرئاسة العامة لمنظومة المجتمع الكردستاني في ختام البيان، إلى تعزيز النضال ضد المؤامرة الدولية “لقد تزايد أصدقاء الشعب الكردي على مدى الخمسة والعشرين عاماً منذ المؤامرة الدولية، فقد نشأت علاقات صداقة وأخوة قيّمة للغاية مع شعوب الشرق الأوسط ومع شعوب أوروبا وجميع أنحاء العالم، لأن علاقة السلام والأخوة التي أراد القائد آبو تطويرها بين الشعوب والمعتقدات والثقافات بدأت تنتج قيماً جديدة للديمقراطية والحرية للإنسانية، وفي الذكرى السادسة والعشرين لمؤامرة 9 تشرين الأول الدولية، يجب على جميع الأصدقاء أن يتجمعوا حول الأخوة والوحدة الديمقراطية للشعوب، وأن يحتجوا بقوة أكبر على المؤامرة، ويهتفوا ضد النظام الفاشي لحزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، الذي يعد عدواً للكرد، وفي نفس الوقت عدو للديمقراطية والحريات، وضد مفهوم العزلة المطلقة الذي يطبقه، إننا ندعوكم إلى الاحتجاج على كل ذلك.

إن العملية التي نمر بها تمثل نقطة تحول لشعبنا ونضالنا، إنها تتمتع بنوعية من شأنها أن تفتح الباب أمام عصر ديمقراطي جديد، وفي مثل هذه العملية، كما الشعب الكردي والحركة والأصدقاء؛ نحن على مشارف مستوى تاريخي من التطور لهزيمة المؤامرة الدولية لصالح الديمقراطية والحرية، لصالح الشعوب والإنسانية التقدمية، وتحقيق النصر للنضال الكردي من أجل الوجود والحرية، لدينا الطموح والتصميم على جعل هذا الأمر عملياً أكثر من أي وقت مضى، إننا ندخل العام السادس والعشرين من المقاومة ضد المؤامرة الدولية بهذا الهدف الأساسي وهذه الإرادة، بقيادة النساء والشباب، لوقف هجمات الإبادة الجماعية التي نفذت في إمرالي ولضمان الحرية الجسدية للقائد آبو، وحتى وقف هذه المؤامرة، ندعوكم إلى تصعيد النضال”.