المبادرة السورية لحرية القائد عبدالله اوجلان

دوران كالكان: طائر السلام لا يطير بجناح واحد

18

أكد دوران كالكان بأنهم مصممون على إنهاء استراتيجية الكفاح المسلح، ولكن تنفيذ ذلك متعلق بالدولة التركية، وقال: “بأن طائر السلام لا يطير بجناح واحد، فإذا حدث وتحقق السلام فسيكون ذلك من خلال جناحين”.

في لقاء على قناة مديا خبر (Haber TV)، قيّم دوران كالكان عضو أكاديمية عبد الله أوجلان للعلوم الاجتماعية ، الأحداث التي أعقبت دعوة السلام والمجتمع الديمقراطي للقائد آبو وقرارات المؤتمر الثاني عشر لحزب العمال الكردستاني، وهجمات الدولة التركية على مناطق الدفاع المشروع بالرغم من وقف إطلاق النار، الحرب بين إيران وإسرائيل في الشرق الأوسط والسياسة الديمقراطية والمجتمعية.

أوضح دوران كالكان بأنه يجب الضغط على سلطة حزب العدالة والتنمية لاتخاذ خطوات نحو الديمقراطية وأن يتمكن الجميع من اللقاء بالقائد آبو وأن تتعدد جوانب حملة الحرية الدولية ويسير النضال القانوني على كل المستويات.

وذكر دوران كالكان بأن نظام الحداثة الرأسمالية العالمي يستخدم إسرائيل كقوّة ضاربة وتسعى لتصفية جميع البنى السياسية في الشرق الأوسط التي تأسست بعد عام 1917 والتي كانت تعتمد على الاتحاد السوفياتي، وأوضح كالكان بأن تركيا ليست بمنأى عن ذلك وقال: “لن يقبلوا بوضع تركيا الحالي، سيجعلونها معرّضة لمزيد من الاستعمار والضغط… لا يمكن إنهاء هذه المخاطر إلا بدمقرطة تركيا، وأساس ذلك، هو حرية الكرد، وحرية العلويين، وحرية النساء… في الواقع، يجب أن نجعل تركيا دولة الحريات، إذا حدث ذلك، ستبقى قائمة وستصبح قوة وستقود مختلف التطورات في الشرق الأوسط، ولن تترك حجة للتدخل الخارجي، لا يوجد طريق آخر، وإذا لم يحدث ذلك، فإما أن تستسلم للهيمنة الإسرائيلية أو تدخل معها في حرب، ليس هناك طريق ثالث”.

أشار كالكان إلى أن شعب شرق كردستان هو الأكثر حرصاً ومسؤولية في مواجهة الحرب الإسرائيلية الإيرانية، ودعا الحركات الكردية إلى بناء الوحدة الوطنية والالتفاف حول المؤتمر للخروج منتصرين في هذه الحرب، وفيما يتعلق بشعب شرق كردستان، قال: “يجب على المجتمع ضمان أمنه في مواجهة الحرب، وتعزيز التضامن والعيش المشترك، ويجب عليه تجنب الانخراط في هذه الحرب قدر المستطاع، وأن يتصرف بحذر، ويجب ألا يتراجع أبداً عن خط التطور الديمقراطي الوطني، ويجب عليه بناء وحدة الشعب، وإنشاء تنظيمه الخاص، ويجب عليه إقامة تواصل وتحالف مع الشعب الإيراني على أساس إنشاء إدارة ديمقراطية مشتركة”.

تقييمات كالكان هي كالتالي:

قبل كل شيء أحيّي القائد آبو بكل تقدير واحترام، أريد أن أوضح مرةً أخرى بأن مقاومة إمرالي تنير الطريق، مؤخراً وبمناسبة عيد الأضحى المبارك حدث لقاء ونُشِرَ على الاعلام، هكذا علمنا، وهذه المرة الأولى التي استطاع فيها ان يلتقي مع الأطفال بعد 27 عاماً.

القائد آبو أوفى بوعده، وفعل كما قال “أستطيع أن أفعل” أطلق الدعوة ودلّ الحزب على الطريق، الحزب عقد مؤتمره وقرر حلّ نفسه وإنهاء استراتيجية الكفاح المسلح، وأظهر ذلك بشكل واضح للرأي العام عبر الوثائق، حزب العمال الكردستاني أستجاب للقائد آبو ونفذ دعوته، ولكن هل حدث تغيير في إمرالي…؟

قبل 23 تشرين الأول 2024 لم تحدث أية لقاءات ولم تُطبق أية حقوق أو قوانين ولم تتواجد أيضاً.

كانت هناك إدارة تعسفية، وإدارة سياسية، وموقف أسر، ومن ثم تغير هذا؟ نعم، عُقدت بعض اللقاءات، وتم مشاركة رسائل القائد آبو، طبعاً بدأت أيضاً حالة حوار، حالياً وكما فهمنا، لم يتجاوز الوضع في إمرالي الحوار، هناك نقاش وحوار، لا يوجد أي تقدم أبعد من ذلك، التغييرات في إمرالي أيضاً هي ضمن سياق هذه اللقاءات، التغييرات التي حدثت حتى الآن هي كما في السجون الأخرى من الناحية القانونية، بل هي أقل، لم تُنفذ بالكامل.

من هذه الناحية، لا يوجد أي تغيير أو تقدم فيما يتعلق بالحرية الجسدية للقائد آبو، يجب توضيح ذلك، عُقدت لقاءات مع وفد حزب المساواة وديمقراطية الشعوب، واستمر هذا العمل على مستوى الحوار، عدا ذلك، لا توجد حالة حوار بحد ذاتها، يعني، لا يوجد أي تقدم أو محاولة فيما يتعلق بالحرية الجسدية للقائد آبو.

كان ينبغي على البرلمان أن يقوم بوظيفته ويُعد قانوناً، ولكن، اتضح أن الحكومة الحالية، أي تحالف حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، تستطيع إصدار القانون حسب رغبتها، ولكن، لم يُبذل أدنى جهد في هذا الشأن، عُقدت عدة لقاءات مع مسؤولي حزب المساواة وديمقراطية الشعوب، وكان يذكرون دائماً بأن هناك أمل، على أساس كانوا يبدون دعمهم، ولكن الأحزاب لم تجتمع في البرلمان، ولم تتخذ خطوة واحدة من أجل الحرية الجسدية للقائد آبو، ومن أجل تنفيذ حق الأمل.

حينئذٍ أيضاً دُعي ان يأخذ البرلمان المهمة على عاتقه، في هذه الحالة وإذا أخذ البرلمان المهمة على عاتقه، فما الذي سيحدث…؟ نعلم أنه في فترة 2013 ـ 2014 أيضاً تم تشكيل لجان، نعلم كيف أُفرغت من محتواها، ونرى أنه سيتم تشكيل نفس اللجنة، ولكن هذه اللجنة لن تكون هيكلية بحيث تسيّر العملية وفتح الطريق أمام حل القضايا وتسيير عملية قانونية ويجعل البرلمان يعمل، ستكون لجنة استشارية فقط بحيث تقدم المعلومات لرئيس الجمهورية طيب أردوغان.

لا يوجد موقف جاد في توجهات حزب العدالة والتنمية يلبي متطلبات العمل، وهذا يشير أيضاً إلى: ضرورة الضغط على الحكومة الحالية، إدارة حزب العدالة والتنمية، من خلال النضال لاتخاذ خطوات نحو الديمقراطية، في هذا الشأن أطلق دولت بهجلي دعوة، سبق أن قلت: هناك أقوال مفرحة، لكن ليس أكثر من ذلك، هناك أقوال، لكن لا تُطبق، يستمر الوضع نفسه، كما أن تأثير كلام بهجلي آخذ في التراجع، لعدم الوقوف عليه، لذلك، من المهم الضغط على الحكومة الحالية، يجب بذل الجهود والعمل على هذا الضغط.

هذه العملية ليست حكراً على الحكومة والقائد آبو أو قيادة حزب العمال الكردستاني، بل هي عملية المجتمع بأسره، ما يُراد تحقيقه يهم المجتمع بأسره، دعوة القائد آبو يشمل الجميع، قرارات حزب العمال الكردستاني تشمل الجميع، ويتأثر بها الجميع، لذلك، يجب على الجميع أن يتبنى هذه العملية، ويتحمل واجباتهم ومسؤولياتهم، والسبيل إلى ذلك هو خوض نضال أكثر فعالية، يجب خوض نضال بحيث يتم الضغط على الحكومة الحالية، وخاصة حزب العدالة والتنمية، حسناً، هل يوجد مثل هذا النضال؟ نعم.

مثلاً، بدأت حملة مهمة للغاية، بدأت من خارج الوطن، يطالب فيها اللقاء بالقائد آبو، هذه حملة جيدة، على الجميع أن يطالب بذلك، في تركيا وكردستان وخارج الوطن، على الجميع ان يطالب باللقاء مع القائد آبو، ويجب نشر هذا المطلب على الاعلام …يجب ألا يقتصر على الاعلام، بل يجب أن يكون هناك لقاء مباشر مع القائد آبو، على الجميع أن يقوم بذلك، بدءاً من الأطفال وحتى كبار السن والنساء والرجال والموظفين وغير الموظفين، على الجميع أن يطلب هذا، هذا نضال مهم، من جهة أخرى، حملة الحرية العالمية التي بدأت من أجل الحرية الجسدية للقائد آبو، متواصلة، يجب تطوير وتصعيد هذه الحملة، تبدو وكأنها انتهت، عقد لقاء أو اثنين، أطلق القائد آبو دعوة، يعني لا يُرى أهمية هذا النضال، على أية حال، يجب تصعيد وتقوية وتطوير هذه الحملة، وهذا الشيء ضروري ومهم جداً جداً.

إلى جانب ذلك يجب تصعيد النضال القانوني، ليست منيّة حزب العدالة والتنمية، ولكن وفقاً للقوانين وبعد 25 عاماً، كان يجب أن يكون القائد آبو خارج السجن، قوانين الاتحاد الأوروبي بهذا الشكل، ذاك القانون يشمل تركيا أيضاً، الآن مر 27 عاماً حيث زادت المدة عن حدها، ولذلك فهي لا تفرج عن الذين يمضون 30 عاماً أيضاً في السجن، ولهذا علاقة مع وضع القائد آبو، ولذلك يجب خوض النضال القانوني على كل المستويات، يجب ألا يقل أو يتراخى قط.

سأقول شيئاً آخر، يبدو الأمر كما لو أن صندوق باندورا ـ (“صندوق باندورا” هو تعبير مجازي مأخوذ من الميثولوجيا الإغريقية، ويُستخدم لوصف مصدر للمشاكل الكبيرة أو الكوارث التي لا يمكن السيطرة عليها، تبدأ بأمر بسيط أو بريء) ـ قد فُتح في هذه القضية، الآن يقف الجميع ويقول أريد هذا، أريد ذاك، هناك واقع اجتماعي مُقموع، وحقوقه مُنتزعة، صحيح أن الجميع يُطالب بحقوقه، وله الحق فيها، أنا أنضم إليهم، ولن أقول شيئاً، لكن الآن إذا طالب الجميع بكل شيء، ألن يكون هناك ضغط على من يُطلب منه ذلك…؟ إن تحقيق جميع هذه المطالب مرتبط بدمقرطة تركيا، ودمقرطة تركيا مرتبطة أيضاً بحرية الكرد، وحرية الكرد مرتبطة أيضاً بالحرية الجسدية للقائد آبو.

وقتها، يجب أن يكون هناك جميع المطالب ويطالَب بها، فليتم المطالبة بالحقوق الديمقراطية والقانونية، ولكن يجب تنفيذ ذلك مع الحرية الجسدية للقائد آبو، يجب ألا يتم فصلهما عن بعض، وألا يضيع السياق، إذا أراد شخص أي شيء، يجب أن يكون في سياق الديمقراطية والحرية الجسدية للقائد آبو.

لأن تحقيق المطالب الأخرى مرتبط به، من دونه، سيكون من الخطأ المحاولة لتحقيق المطالب الأخرى، بالتأكيد، يجب تجنب ارتكاب هكذا أخطاء، لذلك، يجب على شعبنا وأصدقائنا والوطنيين والأوساط الديمقراطية، والشعوب المحبة للسلام، وكل من يسعى لحرية الكرد ودمقرطة تركيا، وكل من يسعى لبناء حياة حرة وديمقراطية في الشرق الأوسط والعالم، أن يطوّر ويعزز النضال من أجل الحرية الجسدية للقائد آبو في هذه العملية، دعوتنا هي على هذا الأساس.