بيان إلى الرأي العام العالمي

كشفت الدولة التركيّة القناع عن ألاعيبها و مخططاتها القديمة و أطماعها في المنطقة ، من خلال البيان الذي أعلنته الفصائل و المجموعات المسلّحة ، و المدعومة من قبلها ، و الذي تضمّن الهدف من عملية ( فجر الحريّة ) المزعومة ، و الذي كان قاب قوسين ( إنّ الهدف من عمليّة فجر الحريّة ، هو تحرير المناطق المغتصبة من قبل الجيش السوري ، و مقاتلي حزب العمال الكردستاني ) ، لتحتلّ تلك المجموعات الإرهابيّة مدينة حلب ، العاصمة الاقتصادية لسوريا ، و تكشّر عن أنيابها ، و تكشف عن أحقادها الدفينة ضدّ الكرد ، فتستكمل حروب إبادتها ضدّهم من خلال تهجيرها لمئات الآلاف من الكرد الآمنين من بيوتهم و قراهم في الشهباء ، و تل رفعت ، و الأحداث ، و محاولة محاصرة عشرات الآلاف من الكرد القاطنين في حيي الشيخ مقصود و الأشرفيّة .
فالاحتلال التركي الذي طال مدينة حلب ، ليرفع أعلامه على قلعتها التاريخيّة ، و لينعتها بمحافظة تركيّة ، و ليتّسع عمقاً ، على يد أعوانه و فصائله الإرهابيّة و المتطرفة ، ليصل إلى مشارف مدينة حماة ، و هو يطبّق في الآن ذاته سياسة التنكيل و التهجير القسري و الإبادات و الإعدامات الميدانيّة و الانتهاكات اللاإنسانيّة و اللاأخلاقيّة ضدّ مئات الآلاف من الكرد ، تزامناً مع تطبيق سياسة العزلة المشددة و التجريد المطلق و العقوبات الانضباطية المتسلسلة و المستمرة ، ضدّ القائد عبدالله أوجلان ، فهذا إن دلّ على شيء ، فهو يدلّ على ترابط القضية الكردية والأمن والسلام بحرية القائد عبدالله أوجلان وتأثيرها على الشرق الأوسط .
الظروف و الأحداث الراهنة ، تبرهن على ديكتاتورية أردوغان الذي يجب أن تعتبره الإنسانيّة مجرم حرب ، كما تثبت لا أخلاقيّة الدولة الفاشيّة التركيّة ، و شراستها و عدوانيتها للشعب الكردي ، و محاولتها المستميتة لإنهاء وجوده و إبادته ، و تؤكد من خلال تعامل تركيا مع قضيّة القائد عبدالله أوجلان ، على ممارساتها السياسيّة اللاإنسانيّة ، و التي تخالف كلّ الصكوك و العهود و المواثيق و القوانين و الشرائع السماويّة و الدنيويّة ، فهي في الوقت نفسه ، تثبت بالحجة و البراهين ، بأنّ معظم الأزمات العالقة في منطقة الشرق الأوسط ، يمر حلّها من خلال حلّ القضيّة الكرديّة التي لا يمكن حلّها إلّا بحلّ قضيّة القائد عبدالله أوجلان .
و الدولة التركيّة ، باحتلالها لمدينة حلب ، و توسعها في الداخل السوري باتجاه حماة ، عن طريق هيئة تحرير الشام ( جبهة النصرة سابقاً ) و عصاباتها من الفصائل المرتزقة ، أرادت قلب الموازين ، و تحقيق أهدافها في المنطقة ، بمحاربة الكرد في مناطقهم ، و التغيير الديموغرافي لجغرافيتهم من جهة ، و من جهة أخرى تحقيق الميثاق الملّي ، من خلال رفع أعلامها على قلعة حلب التاريخيّة ، و ادّعاء مسؤوليها عبر خطاباتهم ، عن هويّة حلب التركيّة .
و ما حدث بالأمس البعيد للكرد ، أبّان الحرب العالميّة الأولى ، كان غيضاً من فيض ما يحدث لهم في الوقت الحاضر ، فالأوضاع و الظروف الراهنة التي يعيشها الكرد بأحداثها و أهميّتها و تقسيماتها و مصيرها ، أكثر شدةً ممّا عانوه في خضم الحرب العالميّة الأولى ، و التي جرّت أذيال الدمار و الخراب على العالم عموماً ، و التقسيمات و الإبادات و الاحتلال و العدوان و محو الهويّة على الكرد خصوصاً .
و انطلاقاً من توجيهات القائد عبدالله أوجلان في إطار الحماية الجوهريّة، فعند وقوع الخطر أو العدوان على شعب ما ، و على مكتسباته ، فمسؤوليّة الحماية الجوهريّة لا تقع على عاتق فئة بعينها ، سواء أكانت فئة مقاتلة ، أو طليعة ، أو ثوريّة ، بل تقع على الشعب بأكمله ، و الذي لا بدّ له أن يتحوّل إلى شعب ثوريّ مقاتل مدافع عن وجوده و ممتلكاته و مكتسباته .
لهذا ، فعلى الجميع الالتزام التام بالتعبئة العامة و النفير العام الذي أطلقته الإدارة الذاتيّة الديمقراطية لشمال شرق سوريا ، إثر العدوان التركي و مرتزقته على أهلنا في حلب و الشهباء و تل رفعت و مناطقنا في شمال و شرق سوريا ، علماً ، إنّ ما سيحققه شعبنا في حربه الدفاعيّة عن وجوده و أرضه و عرضه ، من مكتسبات ، لن تكون في صالح شعبنا في شمال و شرق سوريا فحسب ، بل ستكون في صالح الشعب السوري برمّته ، كما ستعمل إلى حدّ بعيد ، في تحقيق الحلّ الجذريّ لقضيّة القائد عبدالله أوجلان ، و في إنهاء عزلته و تحقيق حريّته الجسديّة .
المبادرة السوريّة لحريّة القائد عبدالله أوجلان