المبادرة السورية لحرية القائد عبدالله اوجلان

جنفيف غاريغوس: العزلة تعذيب شديد وجريمة ضد الإنسانية

205

قالت جنفيف غاريغوس، وهي من أبرز المدافعات عن حقوق الإنسان في فرنسا، أن العزلة تعذيب شديد وجريمة ضد الإنسانية، وتابعت: “يجب القضاء على سياسات النفاق، وتحرير عبد الله أوجلان”.

لم ترد أي معلومات من القائد عبد الله أوجلان، الذي يتم أسره في سجن إمرالي منذ أكثر من 25 عاماً، منذ 41 شهراً، وقد حُرم من حقه في اللقاء مع محاميه وعائلته، وتُفرض على القائد عبد الله أوجلان عزلة مطلقة، وتنتهك الدولة التركية قانونها الداخلي والاتفاقية الدولية التي وقعت عليها وتستمر بفرض نظام التعذيب في إمرالي، فيما تتزايد الاحتجاجات ضد ما ذُكر، على الساحة الدولية.

وقبل فترة ليست ببعيدة؛ أرسل 61 مواطناً فرنسياً، بينهم سياسيون وفنانون وأكاديميون ومدافعون عن حقوق الإنسان، رسالة إلى اللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب (CPT) ودعوا الجميع إلى التحرك ضد العزلة المفروضة في إمرالي، وتحدثت جنفيف غاريغوس، عضوة المجلس البلدي والرئيسة السابقة لمنظمة العفو الدولية، لوكالة فرات للأنباء، حول الوضع في إمرالي.

https://cdn.iframe.ly/luOB0RE


وذكرت جنفيف غاريغوس أن الهدف الرئيسي من الرسالة المرسلة إلى اللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب هو دفع الجميع إلى التحرك ضد الظروف التي يعيشها عبد الله أوجلان، وقالت: “اللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب، باعتبارها مؤسسة تابعة لمجلس أوروبا، مسؤولة عن مراقبة ظروف اعتقال السيد أوجلان، ونحن، كفرنسيين، طلبنا من اللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب أن يتم منح الحق في اللقاء مع عبد الله أوجلان والمعتقلين الآخرين في إمرالي، الذين يتم منعهم من اللقاء مع محامييهم وعوائلهم منذ أكثر من 3 سنوات، ولا نعلم ما إذا كانت حالتهم الصحية جيدة أم لا، وهل هم على قيد الحياة أم لا، وهذا الوضع يشكل مصدر قلق كبير بالنسبة لنا، ويُحتجز المعتقلون في الحبس الانفرادي ولا يُسمح لهم بمقابلة عائلاتهم ومحامييهم، وتركيا هي من أعضاء اتفاقية حقوق الإنسان لمجلس أوروبا، لكنها تنتهك جميع الاتفاقيات الدولية الخاصة بحق المعتقلين في مقابلة المحامين”.

“العزلة جريمة ضد الإنسانية”

وأشارت جنفيف غاريغوس إلى أن العزلة هي شكل من أشكال التعذيب الشديد والممارسات اللاإنسانية والمعاملة المهينة، وقالت: “العزلة تخلق تأثيراً خطيراً على الحالة الصحية والسلامة العقلية للمرء، وتُظهر الظروف الحالية لعبد الله أوجلان أن الوضع عاجل وخطير، والعزلة هي شكل من أشكال التعذيب والمعاقبة والانتقام، وأكثر من هذا، ما يقلقنا هو أننا لا نعرف ما إذا كان هؤلاء الأشخاص في السجن أم لا، وهل صحتهم جيدة أم لا، أو ما إذا كانوا على قيد الحياة أم لا، إن عدم السماح بورود معلومات من أوجلان ورفاقه جريمة ضد الإنسانية، هذا الوضع يثير القلق ويجب على الحكومة التركية ألا تحتجز هؤلاء الأشخاص في هذه الظروف بعد الآن، وأن تتخلى عن ممارساتها هذه على الفور”.

ونوهت الرئيسة السابقة لمنظمة العفو الدولية أن الدولة التركية لا تسمح للجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب بنشر تقريرها، وأكدت أن هذا أمر غير مقبول إطلاقاً، وقالت: “موقف الدولة التركية هذا يظهر أنه قد تكون هناك مشكلة كبيرة في إمرالي، وهذا يثير حالة أخرى من القلق، ونظراً لموقف تركيا، إذا لم نتمكن من إجبار اللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب على نشر هذا التقرير للرأي العام، فإننا حينها سنطلب من اللجنة إجراء زيارة جديدة إلى إمرالي، وتأمين حقوق عبد الله أوجلان والمعتقلين الآخرين، وجعلهم يتواصلون مع محامييهم وعوائلهم”.

“عبد الله أوجلان قائد ذو أهمية بالغة من أجل حل القضية الكردية”

وشدد جنفيف غاريغوس على أهمية دور القائد عبد الله أوجلان في حل القضية الكردية، وقالت: “السيد أوجلان قائد سياسي ذو أهمية بالغة بالنسبة للكرد، ومن أجل حل القضية الكردية، ينبغي أن يكون قادراً على المشاركة في المفاوضات، أراضي كردستان مقسمة بين عدة دول، لذا فإن الوضع الحالي أصبح فوضوياً ويجب أن ندرك ذلك، والشعب الكردي هو من أهم الشعوب في يومنا الحالي وليس لديه دولة؛ وينبغي السماح بإعادة توحيد أراضي كردستان التي تم تقسيمها، ولا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال المفاوضات الدبلوماسية والسياسية، ويجب أن ينضم عبد الله أوجلان أيضاً إلى هذه المفاوضات، عبد الله أوجلان هو قائد لديه القدرة على توحيد الشعب الكردي”.

“يجب أن يتحرر عبد الله أوجلان”

وأعلنت جنفيف غاريغوس أن حملة “الحرية لعبد الله أوجلان، الحل للقضية الكردية” مهمة ويجب دعمها، وقالت: “بالإضافة إلى فرنسا وبلجيكا، وبصرف النظر عن الدول الأعضاء في مجلس أوروبا، أدعو أيضاً إلى على الولايات المتحدة الأمريكية أن تفعل كل ما هو ضروري من أجل إطلاق سراح عبد الله أوجلان، ويتعرض الكرد لضغوط شديدة من قبل الحكومة التركية، وينبغي وضع حد لهذا الأمر، ومن أجل بناء الوحدة من جديد في المنطقة وتحقيق السلام، ينبغي الاعتراف بحقوق الكرد وضمانها، ويمكن أن تتحول كردستان إلى وضع سلمي في المنطقة”.

وأشارت جنفيف غاريغوس إلى موقف مجلس أوروبا والدول الأوروبية تجاه الانتهاكات القانونية للدولة التركية، وقالت: “بسبب المصالح الجيوسياسية واتفاقيات الهجرة، يتم العفو عن تركيا دائماً، وأريد أن ألفت الانتباه إلى بعض الأمور، في البداية، في الانتخابات المحلية في تركيا، فاز السياسيون الكرد بالعديد من البلديات، ومنذ عام 2019 وحتى الآن، تمت إقالة بعض أعضاء المجالس البلدية ورؤساء البلديات من وظائفهم واعتقالهم، ونفس الوضع يحدث اليوم أيضاً، وينبغي لهذه الضغوط ضد الذين تم انتخابهم أن تزيد من مخاوف مجلس أوروبا، وانا باعتباري عضوة في مجلس باريس، أشعر بالقلق إزاء وضع هؤلاء الممثلين الكرد الذين يتعرضون للتهديد والمضايقات والاعتقال من قبل السلطات التركية”.

“أوروبا تتعامل بنفاق مع حزب العمال الكردستاني”

وذكرت جنفيف غاريغوس في ختام حديثها، إن نهج أوروبا تجاه حزب العمال الكردستاني يخلق وضعاً فوضوياً في المنطقة، وقالت: “يتم اعتبار حزب العمال الكردستاني “منظمة إرهابية” من قبل العديد من المؤسسات، ولكن يجب على المرء أن يتذكر أنه كان يُنظر إلى الكرد على أنهم أبطال في النضال ضد داعش في روج آفا، وعندما قاتل الكرد ضد داعش، أعلنتهم أوروبا أبطالاً، ولكن عندما ينتفضون ضد الدولة التركية لحماية حقوقهم والدفاع عن أنفسهم، يُنظر إليهم على أنهم جماعة إرهابية.

ولا يمكن لأوروبا أن تستمر في هذا النفاق بعد الآن، لا ينبغي لنا أن ندع الكرد يقعون ضحية للديكتاتورية والسلطوية التركية، ثم نطلب من نفس الكرد القتال ضد تنظيم داعش الخطير للغاية، وهذا الوضع يظهر أن الحكومات الأوروبية ومجلس أوروبا لا يبذلون جهداً كبيراً لحماية الكرد، وهم مدينون في هذا الصدد”.