المبادرة السورية لحرية القائد عبدالله اوجلان

جميل بايك: على شعبنا أن يقرأ القائد آبو مراراً وتكراراً ويوسّع نضاله وفقاً لذلك

90

أكد جميل بايك، أنه يطبق في إمرالي النظام الذي طوره الناتو وأوروبا ولجنة مناهضة التعذيب والكرد الخونة، الذين خلقوا المؤامرة ضد القائد عبد الله أوجلان، وشدد أنه من أجل تحقيق حرية القائد الجسدية يتوجب “على شعبنا أن يصعّد من نضاله ضد هذا الأمر، وعليه أن يقرأ القائد آبو مراراً وتكراراً، وأن يفهم دفاعاته ويوسّع نضاله وفقاً لذلك”.

جميل بايك: على شعبنا أن يقرأ القائد آبو مراراً وتكراراً ويوسّع نضاله وفقاً لذلك

قيّم الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستاني جميل بايك، عيد اللغة الكردية والعزلة المطلقة المفروضة على القائد عبد الله أوجلان، كما استذكر شهداء شهر الشهداء (أيار)، في حوار مطول له مع وكالة فرات للأنباء

وهذا نص الحوار:

* ما الذي تودّون قوله حول عيد اللغة الكردية؟  

أهنئ عموم الشعب الكردي والإنسانية بحلول عيد اللغة الكردية، في الواقع، إنه عيد ضروري للكرد، لماذا؟ لأن الشعب الكردي يتعرض لعملية صهر قوية، ويريدون القضاء على الشعب الكردي، فاللغة والثقافة بالنسبة لشعب ما يشكلان جسد ذلك الشعب ووجوده، فإذا فقد شعب ما أو أمة لغتها وثقافتها، فلن تتمكن من العيش وستختفي من الوجود، فالعلم والتكنولوجيا متقدمان جداً في هذا العصر، حيث يستفيد نظام الحداثة الرأسمالية للاحتلال المستبد على وجه الخصوص من ذلك كثيراً، ويركز على الانصهار لتحقيق أهدافه بشكل أكبر، ولهذا السبب يستخدم التكنولوجيا والعلم بكل معنى الكلمة لتحقيق أغراضهم من الجوانب كافة، وفي الوقت الراهن، قامت دولة الاحتلال التركي بتوزيع الأجهزة اللوحية على العديد من أطفال الكرد، حتى أنها قامت بتوزيعها في المدرسة الابتدائية، وقامت بتثبيت بعض البرامج على هذه الأجهزة اللوحية، وقد أُعدّت البرامج التي قامت بتثبيتها على هذه الأجهزة اللوحية لتتريك شباب وأطفال الكرد بالكامل، ولإقصائهم وانحلالهم عن هويتهم وواقعهم، بحيث تتمكن من القضاء على المجتمع الكردي، ولهذا السبب، ينبغي لجميع أبناء شعبنا التمسك وتبنّي لغتهم وثقافتهم، وأن يتمسكوا بكل اللهجات الكردية، ليس فقط الكردية فحسب، بل أن يتمسكوا باللهجة الدوملية والسورانية وجميع اللهجات وأن يعملوا على تطويرها، وعليهم أنه يتعلموا ويكتبوا ويتحدثوا أيضاً بلغتهم ويعيشوا بثقافتهم.

والآن، يخطو شعبنا يوماً بعد يوم، بعض الخطوات من ناحية اللغة والثقافة الكردية، هذه خطوات جيدة ولكنها غير كافية، يجب عليهم المضي قدماً في اتخاذ خطوات بشكل أقوى من ذلك، على سبيل المثال، يطلقون الآن أسماء العديد من الشهداء والأسماء الكردية على أطفالهم، وهذا أمر جيد، ولكن عندما يسمون هذه الأسماء، فعليهم أيضاً أن يتحدثوا حول أهمية هذه الأسماء لأطفالهم، وعليهم أن يخبروا أطفالهم من أين أتت هذه الأسماء وماذا تعني للكرد، وعليهم أن يتحدثوا عن جميع هذه الأمور بشكل تفصيلي لأطفالهم، حتى لا يبتعدوا عن واقعهم وجذورهم، ويكون بمقدورهم العيش بواقعهم، وقد بدأت دولة الاحتلال التركي باللغة والثقافة للقضاء على الكرد، ويكمن أساس الإبادة هنا في هذه النقطة، ومن ناحية أخرى أيضاً، تقوم بارتكاب الإبادة الجماعية، ولكن إذا أردت أن تقضي على شعب ما، فعليك أن تقوم بالقضاء على ثقافته ولغته، وحينها لن يتمكن ذلك الشعب من مواصلة العيش، ولذلك، يجب على عموم أبناء شعبنا وشبابنا تبنّي لغتهم وثقافتهم أي مستقبلهم، وأن يناضلوا ويعيشوا من أجل أنفسهم، وعليهم أن يتخذوا ذلك كأساس لخوض النضال التحرري، لأن التبني بلغتك وثقافتك تعني التمسك بمبدأ الحرية، وهذا يعد نضالاً، مثل النضال الاجتماعي والعسكري والفكري، وذلك النضال أيضاً يعد نضالاً كبيراً من كل الجوانب، فإذا كان شعبنا لا يرغب في عدم الزوال في ظل الصهر، فعليه أن يتبنى ذاته وأن يناضل من أجل نفسه، وينشئ أطفاله على تعلم اللغة الكردية والثقافة الكردية والحياة الكردية، وعلى هذا الأساس، فإن دعوتي لجميع أبناء شعبنا، أينما كانوا سواءً في المنزل أو الخارج، ينبغي لهم أن يتخذوا من الكردايتية والثقافة الكردية أساساً لحياتهم بالكامل، وأن يعيشوا حياتهم على هذا الأساس.

* يتعرض القائد عبد الله أوجلان للتعذيب الشديد والعزلة منذ 38 شهراً، لكن وزير الدولة التركي قال، لا يوجد عزلة هنا، كل شيء طبيعي، وهو يمارس حقه، ما سبب هذا التعذيب الشديد وهذه التصريحات، وماذا يجب أن نفعل حيال ذلك؟

إن السياسة المتبعة ضد القائد آبو هي سياسة الإبادة، إنهم ينفذون سياسة الإبادة ضد الشعب الكردي في شخص القائد آبو، وكما هو معروف، ذهب القائد آبو إلى أوروبا لحل القضية الكردية بالطرق السياسية، حتى أنه حدد 8 نقاط لحل القضية في أوروبا، وكان رد أوروبا هو المؤامرة، وهذا النهج الأوروبي هو ضد المجتمع الكردي وحل القضية الكردية، فبهذه الطريقة أظهروا نهجهم تجاه الشعب الكردي في شخص القائد آبو، ولو كانت أوروبا تريد حل القضية الكردية عبر الوسائل السياسية، لما اتبعت مثل هذا النهج تجاه القائد آبو، إذا كان القائد آبو يتعرض اليوم لعزلة شديدة وتعذيب غير محدود، فليست الدولة التركية وحكومة حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية وحدهما المسؤولين عن ذلك، ولكن أيضاً حلف الناتو وأوروبا المتورطين في المؤامرة يتحملان المسؤولية، وتنفذ لجنة مناهضة التعذيب عملياً قراراتها بناء على القرارات التي اتخذها المجلس الأوروبي وحلف الناتو، كما أنها تقوم بذلك بالتعاون مع الدولة التركية.

تتحدث أوروبا كثيراً عن القانون والعدالة وحقوق الإنسان، لكنها أكاذيب، فقد كشفت السياسة التي تطورت تجاه القائد آبو عن حقيقة الدولة التركية وواقع أوروبا، والجميع يرى ذلك، حيث لا توجد عدالة ولا قانون ولا حقوق إنسان، لقد انتهكوا كل شيء، إنهم يعتمدون بالكامل على مصالحهم السياسية والاقتصادية، كما أنهم يضحون بالشعب الكردي من أجل ذلك، هذا واضح، لقد أفلس القانون والعدالة في أوروبا، فبدلاً من العدالة والقانون، يتبعون قوانين غلاديو، لكن لا عدالة في قوانين غلاديو، هناك تعسف وموت ومجازر، ولو نُفذت هذه السياسة المنتهجة ضد القائد آبو ضد أي شخص آخر في العالم، لأشعلوا الدنيا بالخطابات والاحتجاجات، ولكننا اليوم نرى ذلك؛ إنهم صمٌ بكمٌ، وقال وزير العدل التركي إنه لا يوجد عزل، وكل شيء يسير على ما يرام، لقد ظهر على شاشة التلفزيون وأدلى بمثل هذه الأكاذيب الكبيرة، من أين له بهذه الشجاعة؟ إنه يحصل عليها من أوروبا، ومن حلف الناتو، ومن القوى التي طورت المؤامرة، ولو لم تمنحه هذه القوى الشجاعة، لما تمكن من إلقاء مثل هذا الخطاب، هذا واضح.

والآن أكمل ويسي أكتاش فترة حكمه البالغة 30 عاماً، لكنهم مددوها لمدة عام آخر حتى لا يطلقوا سراحه، أين القانون هنا، أين العدالة؟ إنه أمر تعسفي تماماً، وهو تطبيق لقوانين غلاديو، إنهم لا يطلقون سراح شخص أكمل فترة حكمه البالغة 30 عاماً، مما يعني أن هناك بعض الأشياء التي تحدث في تلك السجون والتي لا ينبغي أن تخرج ولا ينبغي لأحد أن يسمع عنها، ولهذا السبب قاموا بتمديدها لمدة عام آخر لمنع ويسي أكتاش من الخروج، وهذا يوضح كل شيء، في إمرالي، يتم تنفيذ النظام الذي طوره الناتو وأوروبا واللجنة الأوروبية لمنع التعذيب والكرد الخونة الذين خلقوا المؤامرة، لذلك يجب على شعبنا أن يصعّد من نضاله ضد هذا الأمر، عليه أن يقرأ القائد آبو مراراً وتكراراً، وأن يفهم دفاعاته ويوسّع نضاله وفقاً لذلك، لكن عندما يقوم شعبنا وأصدقاء شعبنا بتوسيع النضال والضغط عليها؛ تتخلى القوى المتآمرة عن هذه السياسة، إذا لم يكن الأمر كذلك، فسوف يستمرون في سياستهم بإصرار.

وهنا لدي دعوة للمحامين؛ عليهم تطوير النضال القانوني بشكل كبير، ولا ينبغي لهم أن يقولوا إننا نتخذ بعض الخطوات ولكننا لا نستطيع الحصول على نتائج، بل ينبغي عليهم تعزيز النضال في المجال القانوني، هناك أيضاً محامون على الساحة الدولية، ويمكننا تطوير هذا النضال معهم، هذا أيضاً نضال، ويجب أن يفهم بهذه الطريقة، إذا تم فهم الأمر بهذه الطريقة؛ عندما يتم تعزيز النضال في المجال القانوني، فإنهم سيمارسون ضغوطاً على كل من الناتو وتركيا والاتحاد الأوروبي واللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب، فمع تزايد ردود الفعل ضد العزل، اضطروا للإدلاء ببيان، وفي خطابه، اعترف رئيس اللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب بكل شيء، وأوضح نوع السياسة التي يتم اتباعها، هذا معلوم.

* لقد مرت 8 أشهر على حملة “الحرية لعبد الله أوجلان، الحل السياسي للقضية الكردية” ودخلت مرحلتها الثانية، كيف تقيّمون المرحلة الحالية من هذه الحملة وما الذي يجب فعله بعد ذلك؟

يناضل العديد من الأصدقاء والأشخاص المتحمسين والوطنيين من أجل هذه الحملة في سجون تركيا، إن هذا النضال مشرّف، وقال السجناء: “بما أنكم تفرضون العزلة المطلقة على القائد آبو، فنحن نريد أن نعيش مثل ظروف القائد آبو، لا يمكنكم فصلنا عنه، لا نقبل أن تقطعوا كل الاتصالات معه وتعذبوه كل يوم وكل ساعة وتطبقوا علينا بعض القوانين، ولهذا السبب، إذا لم يتمكن القائد آبو من مقابلة محاميه وعائلته، فلن نلتقي بمحامينا وعائلاتنا، ولن نمتثل لمحاكمكم، إذا كنتم تتلاعبون بصحة القائد آبو وتشنون حرباً خاصة، فنحن لا نقبل ذلك”، واتخذوا مثل هذه الفعالية، لقد اتخذوا القائد آبو وخطه ومقاومته كأساس.

ومرة أخرى، أرسل العديد من المثقفين والكتاب والأكاديميين والسياسيين والمحامين الدوليين رسالة إلى اللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب، لقد أرادوا من اللجنة الأوروبية أن تعلن تقريرها عن إمرالي وأن تذهب إلى إمرالي على الفور، إذن، نحن نشكك في وجود القائد آبو أم لا، ما هو وضعه، لماذا تمنعون اللقاءات؟

لقد أرسلوا مثل هذه الرسالة ويقومون بالإدلاء ببيان كل يوم، ومرة أخرى، شعبنا، وخاصة في روج آفا، يحتج كل يوم من أجل هذه الحملة، هناك فعاليات وبيانات وخطابات واحتجاجات أيضاً في أجزاء أخرى، وبهذه المناسبة أتقدم لهم جميعا بالتحية والاحترام، لقد طورنا الحملة، وتمت المرحلة الأولى منها بنجاح رغم كل أوجه القصور، لقد خلقت أجندة، ومن ثم قمنا بتطوير المرحلة الثانية، ولا تزال مستمرة، وهناك بعض الفعاليات، لكنها قليلة، يجب تطوير هذه الفعاليات بقوة أكبر، إذا لم نقم بتطويرها بطرق عديدة، وإذا لم نخلق ضغوطاً كبيرة على دولة الاحتلال التركي، واللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب، ومجلس أوروبا، فسوف يصرون على هذه السياسة، وهم يصرون على هذه السياسة لأن الفعاليات الجارية غير كاملة وغير كافية، ويجب على شعبنا معرفة ذلك.