القائد آبو: روج آفا هي خطنا الأحمر
صرّحت بروين بولدان، عضوة وفد إمرالي، بأن القائد آبو أكّد في كل مناسبة قائلاً: “روج آفا هي خطي الأحمر”، مضيفةً أن “تهميش الكرد ونسف مكاسبهم لن يفيد تركيا بأي شكل من الأشكال”.

صرّحت بروين بولدان، عضوة وفد إمرالي لحزب المساواة وديمقراطية الشعوب (DEM Partî)، خلال مشاركتها في برنامج على قناة JINTV، بتقييمات حول عملية السلام والمجتمع الديمقراطي، وكذلك بشأن اللقاء الأخير الذي جرى مع القائد آبو.
واستهلّت بروين بولدان حديثها باستذكار الراحل سرّي سُرَيّا أوندر، عضو وفد إمرالي، قائلةً: “لقد قدّم جهوداً عظيمة من أجل إحلال السلام في تركيا، وهذه الجهود لن تُنسى.” وأشارت بروين بولدان إلى الفوارق الجوهرية بين أجواء عملية 2015 والظرف الراهن، مبيّنةً أن دعم رئيس حزب الحركة القومية دولت بهجلي للعملية يُعدّ تطوراً بالغ الأهمية، وأضافت: “في تلك الفترة كان بهجلي يقف ضد العملية، لكنه اليوم بات من أبرز من يمهّد الطريق لها.”
ونوّهت بروين بولدان إلى أنه قبل دعوة بهجلي لم يكن هناك أي تواصل بين الدولة والقائد آبو، موضحةً: “لقد شكّل مجيء بهجلي، في الأول من تشرين الأول، إلى مقاعد حزب المساواة وديمقراطية الشعوب (DEM Partî) في البرلمان ومصافحته، وما تبع ذلك من تصريحات، مؤشراً على انطلاق عملية جديدة في طريق السلام.”
وأكّدت بروين بولدان أن القائد آبو فسّر موقف بهجلي على أنه “تفعيل لعقلانية الدولة”، مضيفةً أن تركيا، إذا ما نجحت في تحقيق السلام الداخلي، يمكن أن تتحول إلى بلد نموذجي يُحتذى به في منطقة الشرق الأوسط.
وأوضحت بروين بولدان أن القائد آبو قدّم تقييماً حول التطورات في شمال وشرق سوريا وكذلك في عموم سوريا. وأضافت أن القائد آبو ناقش هذه التطورات مع وفد الدولة، مشيرةً بالقول: “أعلم أنه في عدة مناسبات ناقش معنا، نحن وفد حزب المساواة وديمقراطية الشعوب (DEM Partî)، القضايا المتعلقة بسياسة تركيا. وكان قد قال أكثر من مرة: ’سوريا وروج آفا خطي الأحمر، فهذه بالنسبة لي قضية مختلفة وخاصة‘”.
ثلاثة مفاهيم محورية في اللقاء الأخير
أشارت بروين بولدان إلى أن القائد آبو ركّز في لقائه الأخير على ثلاثة مفاهيم أساسية، وقالت: “على سبيل المثال، يمكننا التفكير في قضايا المجتمع الديمقراطي والسلام ومسألة الاندماج كحزمة مترابطة. حيث إن وضع كل منها في سياق منفصل أو مقطوع عن الآخر أمر خاطئ وغير دقيق. وقد شدّد على أهمية اتخاذ خطوات متزامنة وسريعة من شأنها أن تدمج هذه القضايا معاً، وأن يصبح الاندماج واقعاً ملموساً لا بد من تنفيذه. اسمحوا لي أن أوضح الأمر على النحو التالي: لقد شُكّلت الآن لجنة وبدأت أعمالها، والغرض من هذه اللجنة في الأساس هو إصدار القوانين في أقرب وقت ممكن. إذ إن الاندماج لا يمكن أن يتحقق ما لم تصدر القوانين الخاصة به. صحيح أنه يمكننا الحديث عن السلام، ويمكننا التطرق إلى مسألة التحول الديمقراطي، بل وبطبيعة الحال يمكننا مناقشة المظالم وانتهاكات القانون في تركيا، وسنّ قوانين بما يتماشى مع ذلك. لكن مسألة الاندماج مختلفة تماماً، لأنها ترتبط اليوم بوجود آلاف الأشخاص الذين ما زالوا يحملون السلاح في الجبال. صحيح أنه أقيمت مراسم رمزية لإتلاف الأسلحة، وأن حزب العمال الكردستاني (PKK) أعلن حلّ نفسه، غير أن ثمة أشخاصاً ما زالوا يحملون السلاح. ومن ثم، تبرز ضرورة إزالة العوائق أمام من سيُقدمون على إلقاء أسلحتهم والعودة إلى تركيا، فضلاً عن تمكينهم من الانخراط في الحياة السياسية الديمقراطية. وهذا أمر لا يمكن أن يتحقق إلا عبر القوانين التي ستصدر عن هذه اللجنة.”
وجود أرضية قانونية لعودة من تركوا السلاح إلى تركيا هو شرط أساسي لا غنى عنه
تطرقت بروين بولدان، عضوة وفد إمرالي لحزب المساواة وديمقراطية الشعوب بالحديث عن اللقاء الذي جمعها مع دولت بهجلي بعد مراسم إتلاف الأسلحة السابقة. وأشارت بولدان إلى أن بهجلي وجد المراسم “مشرّفة ومنضبطة”، لكنه أعرب عن أسفه لعدم تمكن من تركوا أسلحتهم من العودة إلى تركيا في نفس اليوم. وربطت بولدان هذا الوضع بـ”غياب الأرضية القانونية والتشريعية”، قائلةً: “لو تم إعداد أرضية قانونية، لكان ذلك ممكناً، ولكن في بلد لا توجد فيه أي ضمانات، لا يمكن حدوث مثل هذا التطور. وإذا ما صدرت تعديلات قانونية، يمكن تمهيد الطريق للمشاركة في السياسية الديمقراطية.” وأكدت بولدان أن تقدم العملية يعتمد بشكل مباشر على القوانين التي ستصدر وقرارات اللجنة.
القائد آبو: لدي الكثير لأخبر به اللجنة
أبرزت بروين بولدان، عضوة وفد إمرالي، أهمية أن تجتمع لجنة البرلمان مع القائد آبو، مشيرةً إلى المناقشات التي جرت في اللقاء الأخير حول هذا الموضوع، وقالت: “من المهم الآن أن تتوجه اللجنة إلى الجزيرة، لأنها ستجري لقاءً مع الفاعل الرئيس في القضية. حيث أن هناك فاعلون من كلا الطرفين. فهناك، على سبيل المثال، السيد أوجلان، الذي يقول حزب العمال الكردستاني (PKK) عنه إنه مفاوضنا الرئيسي. نعم، المخاطب المباشر والطرف الفاعل الرئيسي في هذا العمل هو السيد أوجلان. ومن الطرف الآخر هناك السيد رئيس الجمهورية، الذي قد يسعى إلى دفع هذا العمل قدماً وفق إرادته، وهناك السيد دولت بهجلي، وأحزاب المعارضة، وخاصة أوزغور أوزال، فضلاً عن حزب المساواة وديمقراطية الشعوب (DEM Partî) ورئيسيه المشتركين. وأنا على يقين أنه من المناسب تسمية كل هؤلاء على أنهم الأطراف الفاعلون لكلا الطرفين. لذلك، التواصل مع فاعلي طرف واحد دون الاستماع إلى الفاعل الرئيس للطرف الآخر وإجراء اللقاء معه، وعدم الأخذ بآرائه ووجهات نظره، وعدم اعتباره كطرف مخاطب للقضية، هو خطأ جسيم وكبير. فلو لم يوجه السيد أوجلان الدعوة، ولم يقل لحزب العمال الكردستاني ويطلب منه عقد مؤتمره وحلّ نفسه، هل كان حزب العمال الكردستاني سيقعد مؤتمره ويحلّ نفسه؟ وهل كنا وصلنا إلى المرحلة التي نحن بصددها في الوقت الراهن؟ لا، لما كنا لنصل. فكل ما تحقق كان نتيجة دعوة السيد أوجلان، وهناك تنظيم على الطرف الآخر يستمع ويصغي إليه. لذلك، عدم ذهاب اللجنة، وعدم اعتبار السيد أوجلان طرفاً مخاطباً، وعدم الاستماع إليه، يُعد خطأً جسيماً. والآن، يعبر السيد أوجلان عن ذلك قائلاً؛ لدي الكثير لأخبر به اللجنة. هذا ما يقوله بالضبط، نعم، هناك الكثير مما يريد قوله.”
العناوين التي شاركها القائد آبو
أفادت بروين بولدان بأن القائد آبو شارك في اللقاء الأخير بعض العناوين حول هذا الموضوع، وقالت في هذا الصدد: “لماذا تأسس حزب العمال الكردستاني؟ لماذا أطلقنا الانتفاضة؟ لماذا خاض حزب العمال الكردستاني الحرب على مدى 50 عاماً؟ على سبيل المثال، يقول إن الحصيلة كانت جسيمة للغاية. وهناك آلاف الضحايا من كلا الطرفين، آلاف الجنود فقدوا حياتهم، وآلاف الكرد فقدوا حياتهم. وحتى أشار إليّ شخصياً. وقال إنه في مسألة حلّها تؤدي إلى فقدان آلاف الأرواح من كلا الطرفين، وأريد أن أشرح نفسي لهم؛ لماذا أطلقتُ الحل، هذا ما أريد أنقله، وهذا ما سأقوله، ولماذا نحن بحاجة إلى السلام، ولماذا أنهيتُ الانتفاضة الممتدة لـ50 عاماً، والصراع والحرب التي استمرت خمسين عاماً؟ ولماذا وجدتُ الحاجة إلى ذلك؟ وهذا ما أريدُ أن أشرحه للجنة. فهو يقول، أريدُ أن اشرح ذلك بنفسي، وليس عبر وساطة الآخرين. أما في الوقت الراهن لماذا لم نذهب خلال هذا الشهر؟ في الواقع، كان بإمكاننا الذهاب، لكننا حاولنا تهيئة الأرضية القانونية والعملية لذهاب اللجنة، وقد أجلنا الزيارة، اعتقاداً منا أن اللجنة ستذهب اليوم أو غداً أو الأسبوع المقبل، ولكن تبين لنا أن اللجنة لا تتحرك، وأنه لا توجد إرادة واضحة في هذا الاتجاه. ولم يجرِ أي لقاء لمدة تقارب الشهر، ولم تذهب العائلة، ولم يذهب المحامون، ولم يذهب أحد. لذلك، قمنا بتقديم طلب جديد وأبلغنا أننا نرغب في الذهاب لإجراء اللقاء”.
’من المهم جداً أن تُجري اللجنة اللقاء مع السيد أوجلان‘
أكدت بروين بولدان على ضرورة إجراء اللجنة البرلمانية اللقاء مع القائد آبو، معتبرة ذلك أمراً حيوياً ومهماً، قائلة: “نحن لا نقول إن كل أعضاء اللجنة يجب أن يذهبوا بالطبع، ولا نقول إن جميع أعضاء الأحزاب الممثلة هناك يجب أن يذهبوا معاً، فالسيد أوجلان نفسه لا يعبر عن الأمر هكذا. ونحن بدورنا، نعتقد أن ممثلاً واحداً عن كل مجموعة كافٍ. على سبيل المثال، يمكن أن يكون عضو واحد من أعضاء اللجنة عن حزب العدالة والتنمية، وعضو من حزب الحركة القومية، وعضو عن حزب الشعب الجمهوري، وعضو عن حزب الطريق الجديد وعضو عن حزب المساواة وديمقراطية الشعوب، حيث أن وفد تمثيلي مكون من 5-6 أو 6-7 أشخاص يتوجه إلى الجزيرة للقاء السيد أوجلان بصفته وفد اللجنة سيضفي زخماً على العملية، ويُسهم بشكل إيجابي، ويمهّد الطريق لتقدم العملية. ففي الواقع، الإرادة تكمن في الدولة ككل، لنقل ذلك هكذا. بالطبع، جهود السيد نعمان كورتولموش قيمة جداً، بصراحة، إن التصريحات والتقييمات التي قدّمها، والمساهمات العديدة التي قدمها للجنة، كانت مفيدة، مع استثناء مسألة منع اللغة الكردية، وهذا أمر مختلف، حبذا لو لم يكن الأمر على هذا النحو، كان يجب السماح لأمٍ، من أمهاتنا، بالتحدث باللغة الكردية، وكان يمكن أن يكون هناك مترجم، أو كان يمكن لرفاقنا أن يقوموا بالترجمة هناك. وقد طلبوا ذلك بالفعل، حيث إن عدم السماح بذلك، في رأيي، يُعد وصمة عار على اللجنة، وهذا لم يكن أمراً صائباً”.
القائد آبو: روج آفا هي خطنا الأحمر!
وأوضحت بروين بولدان أن القائد آبو قدّم تقييماً للتطورات في شمال وشرق سوريا وكذلك في عموم سوريا. وأضافت أن القائد آبو ناقش هذه التطورات مع وفد الدولة، مشيرةً بالقول: “أعلم أنه في عدة مناسبات ناقش معنا، نحن وفد حزب المساواة وديمقراطية الشعوب (DEM Partî)، القضايا المتعلقة بسياسة تركيا. وكان قد قال أكثر من مرة: ’سوريا وروج آفا هما خطي الأحمر، فهذه بالنسبة لي قضية مختلفة وخاصة‘. بعبارة أخرى، كان قد اتخذ هذا القرار بشأن سوريا مرات عديدة. ولكن مع ذلك، أودّ أن أنوّه إلى أنه لم يقم معنا بتقييم شامل حول سوريا وروج آفا، بل ناقش الأمر مع وفد الدولة في المقام الأول، وأجرى النقاش حول هذه القضية هناك، وحتى أنه أكّد أنه إذا تهيئت الفرصة، وتم خلق إمكانية لذلك، فإنه يولي أهمية لبناء علاقات مع الجهات المعنية في روج آفا. نعم، شدّد أكثر من مرة على أهمية التواصل مع روج آفا، موضحاً أنه يرغب في النقاش معهم لتقييم المسألة ومعرفة الطريقة المثلى لاتخاذ القرار وكيفية المضي قدماً. هذا لم يحدث بعد، لكن إذا توفرت الفرصة لاحقاً خلال تقدم العملية، فمن المحتمل أن نُجرى لقاءات أو اتصالات مع المسؤولين في روج آفا، واعتقد أن القضية ستُحل بشكل أسهل”.
’روج آفا أكبر قضية حساسية بالنسبة للشعب الكردي‘
سلّطت بروين بولدان الضوء على تصريحات السلطة الحاكمة حول شمال وشرق سوريا، قائلة: “ينبغي على تركيا في هذا الصدد، أي فيما يتعلق بمسألة روج آفا ومسألة سوريا، أن تكون إلى جانب الكرد. ففي الواقع الراهن، تهميش الكرد هناك، أو شن عملية ضدهم، أو نسف المكاسب التي حققها الشعب الكردي، لن يعود بأي فائدة على تركيا، ولن يقبله الكرد في تركيا. ويجب فهم الأمر على هذا النحو، ولإيجاد حل للمسألة بطرق وأساليب صحيحة وسليمة، اعتقد أننا بحاجة إلى التفكير بحكمة واتخاذ القرارات الصحيحة. لذلك، فإن التطورات الجارية في سوريا، بما في ذلك الاتفاقيات والمحادثات مع حكومة دمشق وما إلى ذلك، تُتابَع عن كثب من قبل تركيا، لكن الكرد شديدو الحساسية في هذا الصدد. حيث أن روج آفا هي أكبر قضية حساسية بالنسبة للشعب الكردي. لذا، مهما أقدمنا على اتخاذ خطوات في تركيا في مجال الديمقراطية داخلياً، فإن أي خسارة صغيرة في روج آفا، أو شن أي عملية هناك، ستؤدي إلى انهيار كبير لدى الشعب الكردي، لذلك، هذا الأمر غير مقبول، ولا يقبله أحد، وعلى رأسهم السيد أوجلان. وأعتقد أنه إذا وقفت تركيا إلى جانب الشعب الكردي، وتحترم مكاسبهم، وتعترف بحقهم في العيش في جميع مناطقهم بلغتهم وهويتهم وثقافتهم، وتسعى لحل المسألة على أساس ديمقراطي بأشكال قانونية ودستورية، فإن تركيا ستنجح أيضاً. ولذلك، ليس من منطلق الخسارة أو الهزيمة، بل من منطلق النصر والنجاح، يمكن حل هذه المسألة بلا شك من خلال توافق مشترك، ويمكن القيام بنهج كهذا”.