أطلق مجلس مدينة الدرباسية بالتعاون مع مؤتمر ستار مبادرة لتنظيم حلقات قراءة دورية لمجلدات القائد عبد الله أوجلان، من أجل تمكين العاملين في المؤسسات وبناء مجتمع أخلاقي سياسي.
في خطوة نوعية تهدف إلى تمكين الكوادر الفكرية وتعزيز الثقافة المؤسساتية، أطلق مجلس مدينة الدرباسية في مقاطعة الجزيرة بالتنسيق مع مؤتمر ستار، مبادرة تنظيم حلقات قراءة دورية لمجلدات القائد عبد الله أوجلان المعروفة باسم “المانيفستو”، وذلك في إطار مشروع فكري ممتد يسعى لتطوير أداء المؤسسات والمجتمع على حد سواء.
التمكين وبناء مجتمع أخلاقي سياسي
وتهدف الحلقات إلى تأهيل الإداريين وأعضاء المجالس والمؤسسات المدنية وقوى الأمن الداخلي ومؤتمر ستار فكرياً، من خلال قراءة متعمقة ونقاشات جماعية، لتوسيع مداركهم حول قضايا الحرية، العدالة، الديمقراطية، وتاريخ تطور المجتمعات.
وتُعقد كل حلقة على مدار 15 يوماً وتتناول مجلداً محدداً من “المانيفستو”، حيث تفتح النقاشات بين المشاركين حول مفاهيم أساسية مثل “المجتمع الديمقراطي، الأمة الديمقراطية، سوسيولوجيا الحرية، النضال السياسي والأخلاقي”، مما يخلق مساحة للتفاعل الفكري والتطوير الذاتي والجماعي.
التركيز على مجلد “سوسيولوجيا الحرية” كبداية
وبدأت حلقات القراءة بمجلد “سوسيولوجيا الحرية”، وفي السياق أوضحت الرئيسة المشتركة لمجلس مدينة الدرباسية، رازيا إبراهيم، أن “المرحلة الحالية في ظل مبادرات السلام والمجتمع الديمقراطي، تتطلب العودة إلى فكر القائد عبد الله أوجلان، لفهم عميق لبنية المجتمع وتحولاته التاريخية، من حروب القبائل، مروراً بالأديان والفكر الرأسمالي، وصولاً إلى تأسيس الدولة وما حل بالمجتمعات لاحقاً”.
وأكدت أن الهدف من هذه الحلقات هو تعزيز دور المؤسسات المجتمعية في معالجة قضايا المواطنين بوعي سياسي وأخلاقي.
وأضافت: “إن أعضاء المؤسسات والمجالس ليسوا مجرد موظفين، بل فاعلون في عملية بناء المجتمع، ويجب أن يتحلوا بإدراك عميق لطبيعة التحديات التي يواجهها الناس”.
دعوة عامة للقراءة وبناء الوعي
وفي سياق متصل، دعت رازيا إبراهيم جميع فئات المجتمع، لا سيما فئة الشباب، إلى الانخراط في قراءة كتب القائد عبد الله أوجلان، قائلة: “إن مواجهة تأثير الفكر الرأسمالي وبناء مجتمع ديمقراطي أخلاقي وسياسي، يبدأ من القراءة، من فهم الذات والمجتمع والواقع التاريخي والسياسي”.
تعزيز ثقافة القراءة المجتمعية
ولا تقتصر المبادرة على الكوادر الإدارية، بل تهدف مستقبلاً إلى التوسع نحو تنظيم حلقات قراءة مجتمعية في الأحياء والمؤسسات التربوية، وذلك لتعزيز ثقافة الحوار والوعي الجمعي في مواجهة التحديات الفكرية والاجتماعية والسياسية.
