المبادرة السورية لحرية القائد عبدالله اوجلان

سرحد أرن: انعقاد الكونفرانس هو تجسيد لدعوة السيد عبدالله أوجلان

25

أكد نائب حزب المساواة وديمقراطية الشعوب في آمد، سرحد أرن، أن كونفرانس وحدة الموقف والصف الكردي في روجآفي كردستان سيمهد الطريق للمؤتمر الوطني الكردستاني، وقال: “الكونفرانس كان تجسيداً لدعوة السيد أوجلان”.

صرّح نائب حزب المساواة وديمقراطية الشعوب في آمد، سرحد أرن، الذي حضر الكونفرانس في روج آفا بأن نموذج روج آفا يجب أن يُعمم على سوريا بأكملها وأكد على ما يلي “إن إظهار الكرد لنوع سوريا ونوع روج آفا الذي يريدونه سيحظى بالاعتراف والدعم على نطاق عالمي، قد تكون ردة فعل الإدارة السورية ضد ذلك على المدى القصير، ولكن يمكنني القول إنه لا يوجد حل آخر، وما يقع على عاتق الإدارة السورية هو أن تصغي إلى هذه المطالب التي يعترف بها العالم بأسره ويعتبرها شرعية”.

وفي أعقاب دعوة القائد آبو “السلام والمجتمع الديمقراطي” التي أطلقها في 27 شباط، تواصل وفود حزب المساواة وديمقراطية الشعوب إجراء لقاءاتها ومباحثاتها في داخل البلاد وخارجها، حيث أجرى الوفد سلسلة لقاءات مؤخراً في جنوب كردستان، وانتقل لاحقاً إلى روج آفا كردستان، وقد حضر الوفد كونفرانس وحدة الموقف والصف الكردي في روجآفي كردستان الذي عُقد في قامشلو في 26 نيسان الجاري، وقد أجاب نائب حزب المساواة وديمقراطية الشعوب في آمد، سرحد أرن، الذي كان ضمن الوفد على أسئلة وكالة فرات للأنباء (ANF) بخصوص الموضوع.

https://cdn.iframe.ly/IQtjc2O


هل يمكنكم التعبير عن انطباعاتكم الأولى فيما يتعلق بالإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا؟

نحن متواجدون في روج آفا منذ يومين، وقد أُتيحت لنا الفرصة لزيارة بعض المؤسسات هنا، وهناك نموذج مهم هنا، هذا النموذج الذي يحافظ على لغات وثقافات وتاريخ وهويات جميع الشعوب التي تعيش مع الكرد، ويشارك مباشرة أيضاً في عمليات صنع القرار، وحقيقة أن هذا النموذج هو البديل الوحيد حالياً في سوريا والشرق الأوسط، يدل على أن النموذج الذي طرحه السيد أوجلان هو النموذج الأنسب والأصح، ويمثل هذا النموذج أملاً كبيراً لجميع شعوب الشرق الأوسط، وما لم تعتمد مثل هذه النماذج على الشعوب، فلن تكون لها فرصة للبقاء والاستمرار، ولو لم يكن هذا النموذج، الذي يُطبق منذ 15 عاماً على الرغم من كونه نظاماً غير معترف به قانونياً، قائماً على الشعب بشكل مباشر، لما تمكن من الصمود والبقاء في ظل ظروف الحرب هذه، فقد تحقق ذلك بفضل الشعب.

بدأ الكرد في كتابة تاريخيهم

ما هو رأيكم بشأن أهداف ونتائج الكونفرانس في روج آفا؟

لقد كُتب تاريخ الكرد في الأجزاء الأربعة التي يعيش فيها الكرد من قِبل الدول التي يعيشون فيها، لكنه لم يُكتب أبداً بهويتهم ولغتهم وثقافتهم وحياتهم، في الواقع، مع انعقاد هذا الكونفرانس، بدأ الكرد في كتابة تاريخهم بأنفسهم، ولهذا السبب، فإن انعقاده يُعد أمراً قيماً ومهماً للغاية، حيث بدأوا في تحديد مستقبلهم من خلال الاجتماع معاً، والتحدث، والمناقشة، ويُعد ذلك نقطة تحول حاسمة ومهمة في تاريخ الشعب الكردي.

مهد الطريق أمام انعقاد المؤتمر الوطني  

كان أحد العوامل التي أفسح المجال أمام ارتكاب المجازر بحق الشعب الكردي هو غياب وحدة الشعب الكردي، ربما كان هذا الكونفرانس بمعنى أنه أنهى محنة الشعب الكردي على مر التاريخ، وأظهر تحركهم معاً وإبداءهم لموقف مشترك ومهد الطريق أمام انعقاد المؤتمر الوطني الذي يجمع الكرد في الأجزاء الأربعة.

القوة الوحيدة هي قوتنا ووحدتنا

من هذا المنطلق، إنه أمر في غاية الأهمية؛ لا شك أن الشعب الكرد سيحمي مكتسباته ضمن النظام الذي يسعون لبنائه في الشرق الأوسط وسيعملون على تحقيقها، وسيحرصون على حماية حقوقهم ومصالحهم، ولكن المهم في الأمر وما يحتاجون إلى الإيمان به هو قوتهم ووحدتهم، فالقوة الوحيدة التي ستجعلنا أقوياء في الشرق الأوسط وتجعلنا أصحاب مكانة وتمكننا من الحصول على حقوقنا هي قوتنا الذاتية، وعندما يبني الكرد وحدتهم، فإنه لن يكون بمقدور أي قوة القضاء على مكتسبات ومكانة الكرد، وبالتالي، فإن هذا الكونفرانس هو بالضبط الخطوة الأولى في بناء الكرد لمستقبلهم في الشرق الأوسط، إنه مهم وقيّم، ومن المهم جداً أن يجتمع الكرد في سوريا، ويعبّروا عن نوع المستقبل الذي يريدون بناءه لأنفسهم في الشرق الأوسط والعالم بأسره، وينبغي أن يتعمق هذا الكونفرانس بشكل أكبر ويتحوّل إلى وحدة وطنية جامعة في الأجزاء الأربعة.

جميع مطالب الكرد مشروعة

مما لا شك فيه أن هناك نقاط مهمة أخرى برزت إلى الواجهة نتيجة هذا الكونفرانس؛ من المهم جداً أن الشعب الكردي أظهر أنه لا يريد إدارة مركزية في سوريا، وأنه حوّل الحفاظ على نموذجهم إلى موقف مشترك، وعلى أي حال، لا يرغب الكرد في تكرار الاضطهاد الذي عانوا منه خلال الستين عاماً الماضية، فقد أظهر الكرد في الكونفرانس أنهم يريدون سوريا ديمقراطية ولا مركزية؛ وأنهم يريدون مشاركة وتقاسم الموارد العامة على قدم المساواة ويريدون المشاركة في الساحة العامة بشكل متساوي؛ وأن تكون اللغة الكردية هي اللغة الرسمية، وأن تكون المساواة بين المرأة والرجل الشرط الأساسي، وأن يتم المحافظة على لغات وثقافات وهويات الشعوب الأخرى التي تعيش في سوريا ويريدون أن تكون كل هذه النقاط مضمونة ومصونة بقانون جديد، ويمكنني القول إن هذه المطالب ستكون مقبولة طالما أن الكرد يحافظون على وحدتهم وهي مطالب مشروعة على المستوى العالمي، يكفي أن تتحقق وحدة الشعب الكردي فقط.

عُقد الكونفرانس بعد دعوة القائد آبو ’السلام والمجتمع الديمقراطي‘ وإعلان حزب العمال الكردستاني وقف إطلاق النار، كيف انعكست روح الدعوة في الكونفرانس؟

وجّه السيد عبدالله أوجلان دعوة تاريخية في 27 شباط، وذكر أنه ينبغي مناقشة القضية على أرضية سياسية وقانونية، وتحدث عن عملية واسعة النطاق للغاية تخص جميع الحريات وجميع الشعوب، وتطرق بمقولة الأرضية القانونية بالحديث عن جميع الحقوق، وكان قد ذكر أن هذه الحقوق يجب أن تكون مصونة بنص قانوني على أرضية قانونية، وعندما ننظر إلى مضمون الكونفرانس، نجده في الواقع تجسيداً لدعوة السيد أوجلان، وهو نتيجة مباشرة للعملية التي أطلقها السيد أوجلان في 27 شباط، وهذا الكونفرانس هو نتيجة لجميع اللقاءات التي أعقبت الدعوة، لذلك، أنعكس تجسيد هذا المسار الذي فتحه السيد أوجلان في روج آفا خلال فترة وجيزة، وكان هذا الكونفرانس يمثل تجسيداً للدعوة.

ما هو نوع التأثير الذي يمكن أن يشكله الكونفرانس على الأجزاء الأخرى؟

براي، إن هذا الكونفرانس سيخلق تأثيراً على كافة الأجزاء الأخرى مثل رياح عاتية خلال وقت قصير، وجميع الكرد الذين يعيشون في الأجزاء الأربعة، وجميع الشعوب التي تعيش مع الكرد سنستفيد من هذا الأمر، وسيبدؤون بناءً على ذلك بإنشاء المجتمع الديمقراطي، وأعتقد وأتمنى أن يتحول إلى مؤتمر كبير، مؤتمر يشارك فيه جميع الكرد، ويطرحون قرارات بشأن الشرق الأوسط بموقف مشترك.

وأعتقد أن نتائج هذا الكونفرانس ستشكل التأثير على الأجزاء الأخرى أيضاً، وبرأي، المطالب التي طُرحت هنا، هي في الوقت نفسه مطالب الكرد في تركيا، وهي أيضاً مطالب الكرد في إيران، ويمكن الحديث عن مكانة إلى حد معين في العراق، لكنها في النهاية هي أيضاً مطالب الكرد هناك، فإن الوضع السلبي، أو المكاسب التي تتحقق في جزء من الأجزاء، ينعكس تأثيرها على بقية الأجزاء الأخرى.

كيف سيؤثر هذا النموذج على المنطقة بشكل عام ومفاوضات روج آفا – دمشق بشكل خاص، بالنظر إلى الثراء الإثني والديني في المنطقة؟

أعتقد أن العملية الحالية ستؤثر بشكل إيجابي على المنطقة سواء في سوريا أو في الشرق الأوسط، فالفوضى والأزمة الناجمتين عن عدم الاعتراف بالحقوق الأساسية للشعوب وهيمنة الإدارات القمعية والاستبدادية والفاشية المستمرة على هذه الأراضي منذ 100 عام، وقد تبيّن أن إدارة الأزمات والفوضى هذه التي لم لا تمنح الشعوب أي شيء حتى الآن، لن تمنحها أي شيء من الآن فصاعداً أيضاً، وقد شُوهد ذلك في سوريا، لذلك، فإن ما يجب القيام به هو؛ أن سوريا المتعددة الأعراق والثقافات والأديان يجب أن تُدار وفق خصوصيتها السوسيولوجية الخاصة بها، فلا جدوى من الإصرار على نظام جُرِّب ولم ينجح ويجلب الفوضى والأزمات والدماء والموت باستمرار.

يمكن أن يمتد النموذج القائم في روج آفا إلى كل أرجاء سوريا

يمكن أن يمتد نموذج روج آفا إلى سوريا بأكملها، وهذا ما يجب أن يحدث، وكلما تم تأجيله، فإن سوريا لن تكون بمنأى عن أن تشهد المزيد من الفوضى والأزمات، لذا، فإن ما يجب القيام به في أقرب وقت ممكن هو بناء أرضية قانونية ودستورية لتعايش الشعوب معاً تشمل الكرد، العرب، العلويين، الدروز، المسيحيين، السريان، والأرمن، وإلا فإن مستقبلاً مشرقاً لن يكون من نصيب سوريا، لهذا السبب، أعتقد أن إظهار الكرد لنوع سوريا ونوع روج آفا التي يريدونها سيحظى بالاعتراف والدعم على نطاق عالمي، وقد يكون رد فعل الإدارة السورية ضد ذلك على المدى القصير، ولكن يمكنني القول أنه لا يوجد حل آخر، لا يوجد حالياً أي نموذج بديل غير النموذج الذي طرحه الكرد، وما يقع على عاتق الإدارة السورية هو ألا تصم آذانها عن هذه المطالب المشروعة.

أملنا في المستقبل قوي

في الختام، هل هناك أي رسالة تودون توجيهها إلى الأوساط السياسية والشعب؟

ليس هناك ضرورة لتوجيه أي رسالة لشعبنا، فشعبنا يقيّم هذه العملية بشكل أفضل بكثير مما نقيّمها نحن، أهنئ الكرد في روج آفا وروج آفا مرة أخرى، فقد دفعوا أثماناً باهظة جداً، حيث لم يحارب الكرد فقط من أجل الشعب الكردي في روج آفا، بل حاربوا باسم جميع العالم ضد عقلية ظلامية، وضد نظام يحاول تحويل الشرق الأوسط وسوريا إلى جحيم، وناضلوا باسم شعوب العالم وانتصروا اليوم، أودُ أن أشكر الجميع وفي مقدمتهم السيد أوجلان وكل من ساهم في انعقاد الكونفرانس، ولأننا نشهد لحظة تاريخية، فإنني أهنئ شعبنا على ذلك، وأملنا في المستقبل قوي.