المبادرة السورية لحرية القائد عبدالله اوجلان

الإيمان المطلق بفكر القائد عبد الله أوجلان.. قصة دحام عموكا الذي كافح من أجل الحرية

44

قصة دحام عموكا تعكس إيمانًا راسخًا بفكر القائد عبد الله أوجلان وفلسفته النضالية، وتجسد التضحيات التي قدمها الكرد في سبيل حريتهم. رغم كل التحديات والمضايقات، ظل دحام وعائلته متمسكين بفكر القائد، مؤمنين بأن الحرية لن تتحقق إلا من خلال النضال المستمر والإرادة الشعبية.

الإيمان المطلق بفكر القائد عبد الله أوجلان.. قصة دحام عموكا الذي كافح من أجل الحرية

دحام عموكا، المنحدر من بلدة كيشك التابعة لمدينة جل أغا في مقاطعة الجزيرة، والذي يبلغ من العمر 64 عامًا، يعيش حاليًا في مدينة كركي لكي. قبل انخراطه في حركة التحرر الكردستاني، كان دحام قياديًا فرعيًا في الحزب الديمقراطي الكردستاني في منطقة اليان، حيث كان من أبرز قيادات الحزب في المنطقة. 

في مطلع عام 1984، ومع دخول كوادر حركة التحرر الكردستاني (التي كانت تُعرف آنذاك بحركة الطلبة) إلى منطقة اليان، كُلِّف دحام من قبل حزبه بمرافقة أعضاء الحركة وتعريفهم بالمنطقة وأهلها. خلال هذه المرافقة، شاهد دحام صورًا لشهداء مقاومة سجن أمد وصورة للقائد عبد الله أوجلان، مما أثار فضوله لمعرفة المزيد عن هذه الحركة وشخصية قائدها.

بدأ دحام يتعرف أكثر على حركة التحرر الكردستاني من خلال كوادرها الذين حدثوه عن القائد عبد الله أوجلان وفلسفته النضالية. قال دحام: “في ذلك الوقت، أحسست بأنني وجدت ما كنت أطمح إليه: قائد حقيقي ومقاومة حقيقية ستُحرر كردستان. هذه المقاومة تختلف عن كل الحركات الكردية التي سبقتها، لأنها تضحي في سبيل تحقيق أهدافها”.

عندما أدرك رفاق دحام في الحزب الديمقراطي الكردستاني تأثره بفكر وفلسفة القائد عبدالله أوجلان، حاولوا منعه من التواصل مع كوادر الحركة. لكن دحام ظل متمسكًا بموقفه، واستمر في مرافقة أعضاء الحركة وتعريفهم بالمنطقة. نتيجة لذلك، تعرض لمضايقات عديدة من قبل حزبه، الذي رفع تقارير ضده إلى الأجهزة الأمنية السورية بتهمة التعاون مع حركة التحرر الكردستاني.

رغم الاعتقالات التي طالت أفراد عائلته، بقي دحام متمسكًا بفكر القائد عبدالله أوجلان، وانخرط في العمل الجبهوي للحركة في منطقة اليان. أصبح منزله مركزًا لتدريب كوادر الحركة، وشارك في تنظيم اجتماعات وفعاليات لتوعية الأهالي بمبادئ الحركة وأهدافها.

اللقاء التاريخي مع القائد عبد الله أوجلان

في عام 1991، حصل دحام وعائلته على فرصة للقاء القائد عبد الله أوجلان في أكاديمية معصوم قورقماز في بقاع لبنان، خلال فعاليات إحياء ذكرى مقاومة 15 أب. وصف دحام اللحظات الأولى للقاء بقوله: “عند دخول القائد إلى القاعة، شعرنا بسعادة غامرة. تحدث القائد عن أهداف الحركة وعن أسباب فشل الحركات الكردية السابقة، مؤكدًا أن نجاح أي مقاومة يعتمد على إرادة الشعب وقوته، وليس على القوة العسكرية وحدها”.

أثناء اللقاء، أصر شقيق دحام، فوزي عموكا، وعدد من شباب العائلة على البقاء في الأكاديمية للانضمام إلى الكفاح المسلح. لكن القائد عبدالله أوجلان حاورهم وقال لهم: “عليكم أولًا أن تتعرفوا أكثر على الحركة قبل الانضمام إليها. اذهبوا إلى منازلكم وناضلوا على نهجنا، لأننا بحاجة إلى أنصار يعرفون نضالنا جيداً”.

بناءً على نصيحة القائد، عاد دحام وعائلته إلى منزلهم، لكنهم واصلوا نضالهم بوتيرة أقوى. بدأ دحام يقرأ كتب القائد عبدالله أوجلان، خاصة كتاب “المسألة الشخصية”، ليتعرف أكثر على فلسفة الحركة وأهدافها.

استشهاد الشقيق وتجذر الإيمان بالنضال

في عام 1992، انضم شقيق دحام، فوزي عموكا (المعروف باسمه الحركي نوزت)، إلى الكفاح المسلح، حيث ناضل لمدة ست سنوات قبل أن يستشهد في عملية “اختراق الباب الحديدي” ضد جيش الاحتلال التركي في منطقة ديرسم بتاريخ 4 كانون الأول 1997.

عن استشهاد شقيقه، قال دحام: “بعد استشهاده، شعرنا بأن الحركة أصبحت جزءًا منا، وزاد ارتباطنا بالقائد وفلسفته. نحن نؤمن بأن القائد عبد الله أوجلان وحركة حرية كردستان هما الوحيدان القادران على تحقيق الحرية”.

وأضاف دحام: “لولا القائد وحركته، لما حققنا المكتسبات التي نحن عليها اليوم، خاصة بعد ثورة 19 تموز. نحن نواصل النضال إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية في سد تشرين، رغم الهجمات الوحشية للاحتلال التركي. بروح المقاومة التي استمددناها من القائد، سنواصل المسير حتى تحقيق النصر”.

https://hawarnews.video//embed/etXnZR7lYqTD6Bj