المبادرة العربية لحرية عبدالله أوجلان تنتقد قرار وموقف اللجنة الوزارية في المجلس الأوروبي
انتقدت المبادرة العربية لحرية عبدالله أوجلان موقف وقرار اللجنة الوزارية في المجلس الأوروبي، من نظام التعذيب والإبادة المفروض في سجن إمرالي، ووصفته بالخجول والمشرعن لممارسات السلطات التركية التي عدّتها “لا قانونية”، وطالبت في بيانها بمزيد من التفاعل والعمل ضمن الحملة الدولية لحريته الجسدية.

23 يلول 2024 12:10
أصدرت المبادرة العربية لحرية عبدالله أوجلان، بياناً نشرته وكالة فرات للأنباء (ANF)، حيال قرر المجلس الوزاري الأوروبي الذي صدر مؤخراً، حول نظام التعذيب والإبادة المفروض على القائد في سجن إمرالي.
وجاء في نصه: “بيان للرأي العام، استمرار العزلة على المفكر والمناضل عبد الله أوجلان
يواصل المفكر والمناضل عبد الله أوجلان قضاء فترة عزلة قاسية تجاوزت الـ 42 شهراً، في ظل صمت مريب وتخاذل واضح من المؤسسات الدولية، وآخرها المجلس الوزاري الأوروبي، الذي اتسم موقفه الأخير بالخجل والصمت غير المبرر، مما يعطي ضوءاً أخضر للسلطات التركية لمواصلة ممارساتها غير القانونية والإنسانية. هذا التواطؤ الضمني لا يمكن تفسيره إلا شرعنة للممارسات القمعية التي تفرضها السلطات التركية ضد إنسان أفنى أكثر من ربع قرن في السجون، لا لذنب سوى أنه حمل في قلبه وفكره نبضات وحقوق شعبه وشعوب المنطقة وطموحاتهم في الحرية والديمقراطية والعدالة.
إن عبد الله أوجلان ليس مجرد سجين سياسي؛ بل هو رمز وأيقونة للمقاومة الفكرية والسياسية والاجتماعية. لقد أسهم بعمق في الفكر الإنساني من خلال رؤيته الاستثنائية لحل القضايا المستعصية للمكونات الاجتماعية والإثنيات في الشرق الأوسط والعالم، عبر موسوعته الفلسفية “مانيفستو الحضارة الديمقراطية”. هذه الموسوعة التي تقدم اجتهاداً فريداً ورؤية جذرية لحل المشكلات المعقدة التي تواجه شعوب المنطقة، وتقترح نموذجاً قائماً على الديمقراطية والعدل الاجتماعي والتعايش المشترك.
وعلى مدار عام مضى، تعالت الأصوات من مختلف الأطياف السياسية والحقوقية والمثقفة، ضمن الحملة العالمية (الحرية لعبد الله أوجلان والحل السياسي للقضية الكردية) في مختلف بقاع العالم، مطالبة بفك العزلة ورفع التجريد والحرية لهذا المفكر والقائد، الذي يمثل قضايا شعبه وشعوب المنطقة. إلا أن تلك المطالبات لم تجد لها صدىً كافياً في دوائر صنع القرار الدولية، بل قوبلت بالتجاهل والتغاضي عن معاناة استمرت لأكثر من 25 عاماً، والالتفاف حولها بمواقف غير مقبولة، رغم أن الحملة الدولية شكلت ضغطاً ملحوظاً على السلطات التركية والمنظومة الدولية المتماهية مع تركيا، وشكلت الحملة كذلك بوابةً، للتعرف على أفكار وفلسفة الأمة الديمقراطية.
إننا في هذا البيان نؤكد أن الصمت الدولي، والموقف الخجول الذي صدر عن المجلس الوزاري الأوروبي، لا يعكس إلا عجزاً وتواطؤاً مع تلك الممارسات التي تنتهك حقوق الإنسان الأساسية. ونطالب بشدة المجتمع الدولي، والمؤسسات الحقوقية العالمية، وضمنها المؤسسات العربية والإسلامية الإقليمية والدولية، بالتحرك العاجل لإنهاء هذا الوضع غير القانوني، ورفع العزلة عن عبد الله أوجلان، وضمان حقوقه كإنسان ومفكر وسياسي يحمل في طيات أفكاره مستقبلاً أفضل لشعوب الشرق الأوسط، وكذلك نقول إن المثقفين والأكاديميين والحقوقيين، ورغم تحركهم في مختلف الساحات الثقافية والحقوقية والشعبية، إلا أنه مازال أمامنا الكثير لتحقيق حرية القائد والمفكر أوجلان، وحريته تشكل المفتاح الأساسي لحل القضية الكردية، وكذلك لبدء مسار صحيح لتحقيق الاستقرار والتحول الديمقراطي في المنطقة.
الحرية للمفكر والمناضل عبد الله أوجلان
الخزي والعار للغرب المنافق الذي يتغاضى عن شعارات عصر النهضة: الحرية وحقوق الإنسان.
لقد أصبح الصمت عن هذه الانتهاكات جريمة في حق كل القيم الإنسانية التي ناضلت البشرية لأجلها. إن التاريخ لن يغفر لأولئك الذين اختاروا الوقوف مع القمع والظلم على حساب الحرية والعدالة وحقوق شعوب المنطقة”.
وكانت قد عقدت اللجنة الوزارية في المجلس الأوروبي بتاريخ الـ 20 من أيلول الجاري، جلسة بشأن قرار انتهاك قرار محكمة حقوق الإنسان الأوروبية الخاص بالقائد عبد الله أوجلان. وأكتفت فيه بالتحذير والمماطلة في اتخاذ موقف جاد “أنه إذا لم يتم اتخاذ خطوات، فسوف تقوم بإعداد قرار استثنائي في أيلول 2025”.
وتعقيباً عليه، أعربت منظومة المجتمع الكردستاني عن استيائها من القرار، وأشارت إلى أنه يشرعن الجرائم التي ترتكبها السلطات التركية.