يشار إسماعيل أوغلو: القائد آبو إنسانٌ يتمتع بكاريزما آسرة وتأثير عميق
قال يشار إسماعيل أوغلو، صديق القائد آبو منذ 55 عاماً، وكاتب وشاعر قبرصي: “يوماً ما سنحتضنه حتماً وأعتقد أنه سيلمس ظهري بيده يوماً ما، تماماً كما في سوريا، فالقائد آبو هو إنسانٌ يتمتع بكاريزما آسرة وتأثير عميق”.

يعيش الكاتب والشاعر والباحث القبرصي يشار إسماعيل أوغلو، المعروف بلقب “المعلم يشار”، في لندن منذ أكثر من خمسين عاماً، وخلال نحو أربعين عاماً، ربطته علاقة صداقة وثيقة مع الشعب الكردي، حيث كان للقائد آبو دورٌ محوري في نشأتها وتطورها، وقد أصدر أوغلو خلال مسيرته الأدبية 46 كتاباً، من بينها ثمانية دواوين شعرية، عكست في مضامينها التزامه الإنساني وتفاعله مع قضايا الشعوب، وعلى رأسها القضية الكردية.
https://cdn.iframe.ly/9Zc8vAvu
انضم يشار إسماعيل أوغلو إلى مجاهدي قبرص في قبرص عام 1964، وتغيرت أفكاره وحياته السياسية عندما التحق بكلية العلوم السياسية في أنقرة عام 1966، وخلال السنوات التي قضاها في كلية العلوم السياسية، ناضل إسماعيل أوغلو في صفوف اليسار الثوري (Dev-Sol) تحت تأثير قادة الثورة اليسارية في تلك الفترة، وقادته معرفته القصيرة بالقائد آبو إلى صداقة كردية قديمة بعد سنوات، وزار يشار إسماعيل أوغلو القائد آبو في دمشق لاحقاً، شاهد المشاهد المرئية للقائد آبو وسمع صوته بعد مرور 26 عاماً، وعلى غرار الملايين من الكرد، استقبل يشار إسماعيل أوغلو هذا الحدث بفرح ومشاعر جياشة، وتحدث إسماعيل أوغلو المقيم حالياً في لندن إلى وكالة فرات للأنباء (ANF) عن المشاعر التي خلقتها صورة وصوت القائد آبو في نفسه بعد 26 عاماً، وعن لقائهما قبل 55 عاماً، وعن مرحلة دمشق ومعنى الرفاقية التي جمعت بينهما لأكثر من نصف قرن.
وقال يشار إسماعيل أوغلو في الصدد: “يقول لنا: ’ألقوا السلاح، إلقاء السلاح ليس استسلاماً، بل هو إنجاز”، من خلال قراءته للظرف الحالي والعالمي، يقول إن إلقاء السلاح في هذه المرحلة ليس خسارة، لقد انتهت مرحلة الإنكار، ونحن الآن نضع النضال الديمقراطي أمامنا.
وإذا أصبح القائد آبو حراً، فإنه سينتج أشياء أعظم بكثير، وإنني أؤمن بذلك وأثق به، وإذا تحلينا بالصبر وعملنا بشكل جيد، فستكون هناك مكاسب عظيمة”.
’عندما سمعت صوتهـ أجهشتُ بالبكاء‘
وذكر إسماعيل أوغلو أنه عندما سمع صوت القائد آبو بعد 26 عاماً، أجهش بالبكاء، وتملكته مشاعر جياشة، مضيفاً: “ما إن سمعت صوته حتى بكيت، وانفعلت، بالطبع، القائد آبو قد شابت شعره مثلي، لكن ما زالت إرادته قوية كما كانت، فقد كان بكامل عافيته رغم كل الضغوط والظروف الصعبة، طوال 26 عاماً لم نتمكن من رؤيته، كنا دائماً في حالة من القلق، وحقيقة أنه كان قادراً على إنتاج مثل هذا الإنتاج حتى في ظل تلك الظروف، ويُلاحظ مدى قوة إرادته من خلال المقطع المرئي الذي شكل التأثير على ملايين الكرد، وأنا أومن وأثق بالقائد”.
وأشار إسماعيل أوغلو إلى أن موقف القائد آبو واضح للغاية، لكن الصوت والصورة لا تكفيان فقط، مضيفاً: “يجب أن يستعيد حريته الآن، لأنه سوف ينتج أكثر من ذلك بكثير، وأريده أن يكون حراً طليقاً، لا يمكن أن يحتجزوه أبداً، ولكن الآن يجب أن يكون حراً جسدياً، فهو يتحدث بشكل جميل للغاية…”.
’الخطوة السياسية الأكبر للقرن‘
أكد إسماعيل أوغلو على أن أكبر قضية في الشرق الأوسط هي القضية الكردية، وقال بهذا الخصوص: إن “تركيا مضطرة إلى أن تتوصل إلى اتفاق مع الكرد، خاصةً أن الوضع في الشرق الأوسط يفرض على تركيا التوصل إلى اتفاق، فعندما تُحل القضية الكردية، سيتم حل قضية قبرص أيضاً، لأن تركيا التي تحل القضية الكردية، إذا ما قامت بإحداث تغيير وتحول اجتماعي من خلال نموذج القائد، فإنها لن تحل قضية قبرص فحسب، بل ستحل الصراع في كل أرجاء الشرق الأوسط.
وإن نموذج المجتمع الديمقراطي الذي طرحه القائد هو أعظم فكر وخطوة سياسي في القرن الأخير، فهو يقدم طرحاً بديلاً ومقترحاً بديلاً ضد النظام الرأسمالي”.
’صديقي، رفيقي العزيز…‘
عبّر المعلم يشار الذي بعث برسالة إلى القائد آبو كصديق للقائد آبو منذ 55 عاماً، عن مشاعره بالكلمات التالية: “أنا أحبك كثيراً، ونحن نتطلع إلى وجودك بيننا، ومن الجيد أنك موجود، لقد قدمت الحل لإنقاذنا من هذا المستنقع، أنا أثق بك تماماً يا صديقي ورفيقي العزيز.
أنا عاطفي جداً حيال هذا الأمر؛ فهذه رفاقية وصداقة خالدة، لا يمكنك أن تراها، لا يمكنك أن تلمسها، لكنك تشعر بها 24 ساعة في اليوم، أعتقد أننا سنحتضن متعانقين يوماً ما بالتأكيد، وأعتقد أنه سيلمس ظهري بيده يوماً ما، تماماً كما في سوريا.
فالقائد آبو إنسان يتمتع بكاريزما آسرة وتأثير عميق؛ نظرته، عقله، وملامحه… كل ما فيه يترك أثرًا لا يُنسى”.