سرخبون تنشر وجهات نظر القائد آبو المرسلة إلى المؤتمر الثاني عشر لحزب العمال الكردستاني
نشرت صحيفة سرخبون كامل وجهات النظر التي أرسلها القائد آبو إلى المؤتمر الثاني عشر لحزب العمال الكردستاني وجميع الوثائق المتعلقة بالمؤتمر، وفي إعلانها عن نهاية 44 عاماً من النشر المتواصل، قالت سرخبون: “كل شيء من أجل بداية جديدة وأقوى”.

نُشرت جميع وثائق المؤتمر الثاني عشر لحزب العمال الكردستاني في العدد (521) لشهر أيار في صحيفة سرخبون، كما نُشرت وجهات النظر التي أرسلها القائد آبو إلى المؤتمر من إمرالي في صحيفة سرخبون لأول مرة، وبالإضافة إلى وجهات النظر التي تحتوي على رسائل تاريخية، تم تضمين النص الكامل للخطابين الافتتاحي والختامي للمؤتمر والقرارات المتخذة وآراء المندوبين.
وتضمّن عدد شهر أيار مقالات عن الحياة النضالية للإداريَين والكادرَين المؤسّسَين لحزب العمال الكردستاني، علي حيدر كايتان ورضا ألتون، كما تضمّن العدد مقالات عن نضال كل من بلين زوزان (بلين يلماز)، التي أُعلن عن استشهادها الشهر الماضي، وأوزان مزكين (غربت آيدن) في ذكرى استشهادها، إلى جانب الثوريين الأتراك المعروفين باسم “الشتلات الثلاث”.
“أملي وثقتي بالنجاح كبيرة”
شارك القائد آبو في المؤتمر الثاني عشر لحزب العمال الكردستاني بوجهة نظر من 20 صفحة ورسالة من 4 نقاط، وقال في وجهة نظره: “حتى اجتماعاتنا هذه ربما تكون نصف الحل، سيتطلب الأمر مسعىً جوهرياً وقيماً من الآن فصاعداً، ولديّ أمل وثقة كبيرين في النجاح”، حيث يشرح القائد آبو العناوين المتعلقة بالحقبة الجديدة تحت 7 مواد، وعناوين المواد المذكورة هي كالتالي:
1- الطبيعة والمعنى
2- الطبيعة الاجتماعية والمعضلة
3- ازدواجية الدولة والشيوعية في المجتمع التاريخي
4- الحداثة
5- واقع الكرد وكردستان
6- حزب العمال الكردستاني والحلّ
7- وجهات نظر الفترة الجديدة
وفي معرض عرضه لمنظور المرحلة الجديدة، يقول القائد آبو إن “مسألة الحلّ ليست بأجندة جديد بالنسبة لنا” ويؤكد على أنه فيما يتعلق بحلّ حزب العمال الكردستاني؛ إن القضية بحد ذاتها لا تكمن في حل الحزب وحده، وأنه سيكون من الضروري مناقشة هذا الموضوع لأشهر مع ما له من جوانب إيجابية وسلبية، ويشرح السبب قائلاً: ”لأننا لا نتحدث عن مجرد هيكلية، نحن نتحدث عن تغيير جذري في العقلية والشخصية، فهكذا تكون إعادة الهيكلة ممكنة للغاية، ولكي تمضي العملية قدماً على نحوٍ دقيق وتُفضي إلى نتيجة مُرضية، لا ينبغي التسرع في ذلك“.
مسؤولية خلق الإطار المفاهيمي والنظري
يذكّر القائد آبو بالواجبات بهذه الكلمات: “إن منظورنا للحقبة الجديدة هو إعادة بناء المجتمع على أساس الأمة الديمقراطية والبيئي-الاقتصادي والكومينالية، ولكي نضع الأساس الفلسفي لهذا البناء، ونجسّده بجوانبه الإيديولوجية ويتوسع مع المجتمع، تقف أمامنا مسؤولية خلق الإطار النظري والمفاهيمي”، ويصف القائد آبو أيضاً الطريق الذي يجب السير فيه على النحو التالي:
“لا شك أن نوايا الأطراف قد تكون مختلفة، لكن الخطوة المتخذة أو الدعوة التي تم إطلاقها صحيحة من الناحية الجوهرية… نحن بصدد بناء ووضع الأسس الأيديولوجية والبرنامج العملي والأبعاد التكتيكية الاستراتيجية للمستقبل، فالمجتمع الديمقراطي هو البرنامج السياسي لهذه المرحلة، وهو لا يتخذ من الدولة غايته المرجوة، حيث إن سياسة المجتمع الديمقراطي هي السياسة الديمقراطية، والكومين نفسه هو الكومين الديمقراطي، ولن يكون من الصواب الفصل بينهما، فالمجتمع الكوميني هو مجتمع ديمقراطي، ويجب على المرء تسمية المجتمع اليومي بالمجتمع الديمقراطي، والاشتراكية الديمقراطية تعني التنشئة الاجتماعية الديمقراطية، وكما أن للدولة تاريخ، فإن للكومين أيضاً تاريخ…. الحياة الحرة للشعوب ممكنة مع الكومين، وكما أن الدولة القومية هي سلاح الرأسمالية، فإن السلاح والمبدأ التأسيسي للشعوب هو الكومين، ويمكن تنظيم هذا المجتمع الكوميني من خلال البلديات، وهذا ممكن نظرياً وعملياً، ولكن مع ذلك، يمكن تحقيق ذلك بحساسية ونضال حقيقي مناهض للرأسمالية”.
الركائز الثلاثة للحداثة
يلخص القائد آبو نقده للرأسمالية وبدائلها على النحو التالي: “لقد حاولنا خلق تحليل جديد ونظرية اشتراكية بديلة لتجاوز الحداثة والاشتراكية الواقعية التي تخدمها، وأطلقنا عليها اسم الحداثة الديمقراطية، حيث وضعنا الأمة الديمقراطية بدلاً من الدولة القومية، والكومين- الكومونالية بدلاً من الرأسمالية، والبيئية-الاقتصادية بدلاً من الصناعية، وعملنا على خلق تحليلات لذلك، وقد عرّفنا وكتبنا نظامنا للمجتمع التحرري القائم على العلاقة المتبادلة لهذه التحليلات والقائم على الركائز الثلاثة مثل الحداثة الديمقراطية، ورأينا أنه وجد استجابة اجتماعية على مستوى مهم.
ومما لا شك فيه أن هذه المجالات الثلاثة لها أيضاً عناوين فرعية، على سبيل المثال، جزء مهم من الكومينالية هو حرية المرأة، بالإضافة إلى ذلك، السياسة والأخلاق وما إلى ذلك، ويمكننا وصفها وسنعمل على تقييم كل هذه بطريقة شاملة وموسعة، ومن المفيد تعرّيف مجمل هذا النظام بالحداثة الديمقراطية، حيث إن أوصاف يوم القيامة في الأديان لا تنطبق فقط على الحياة الآخرة بل على حياة الدنيا أيضاً، فالخطر الذي تلفت الكتب المقدسة الانتباه إليه ربما تكون هذه، والحداثة الرأسمالية تفرض يوم القيامة على البشرية”.
الكونفدرالية الإقليمية
ويشير القائد آبو إلى أنه في حال تحققت أهداف الحقبة الجديدة وتكللت بالنجاح، فإنها ستجلب معها نجاحات مهمة ليس فقط للكرد وكردستان، بل للمنطقة أيضاً، وسينعكس النجاح هنا على سوريا وإيران والعراق أيضاً، وستتاح الفرصة للجمهورية التركية لتجديد نفسها وتتويجها بالديمقراطية وأن تكون رائدة في المنطقة“، كما يلفت القائد آبو الانتباه إلى واجبات المعارضين وأطراف العملية:
“يمكنني القول بأن معارضي العملية لا قيمة لهم، سوف يُهزمون، ولكن لتحقيق ذلك أيضاً، تقع المسؤولية على عاتق الأطراف، وإلى جانب النتائج الإقليمية لهذه العملية، سيكون لها أيضاً نتائج دولية، وتبرز الكونفيدرالية الإقليمية إلى الواجهة كضرورة مطلقة… ولكن هذا الحل يتطلب أيضاً في الوقت نفسه أممية جديدة…”
الاشتراكية والمجتمع الديمقراطي
القائد آبو يبدأ برسالته التاريخية في 27 نيسان، بهذا الشكل ويقول:
“الرفاق الأعزاء!
بعد 52 سنة وشهر وأسبوع من تاريخ نضالنا، نترك خلفنا حقبة تاريخية بشكل رسمي، بمعنى آخر وأوضح، نرغب في الانتقال من الاشتراكية التي تهدف إلى دولة قومية إلى حقبة تاريخية من الاشتراكية ذات المجتمع الديمقراطي، كما أن لكل شيء نهاية وبداية، “وفي بقية الرسالة، يتحدث عن أربع نقاط أساسية ينبغي الوقوف عندها والتمعن فيها.
“من أجل بداية جديدة”
أعلنت صحيفة “سرخبون” أن عددها الصادر في شهر أيار هو العدد الأخير من طبعتها التي استمرت دون انقطاع لمدة 44 عاماً، وقد نشرت الصحيفة في العدد الأخير تحت عنوان رئيسي: “الإصرار في الإنسانية هو الإصرار في الاشتراكية”، وتحت عنوان “من أجل بداية جديدة”، ودعت قرائها وقد جاء فيه:
“سرخبون، التي كانت صوت المقاومة العصرية للشعب الكردي في كل مرحلة، وصوت أبطاله وشجعانه، صوت الكرد الأحرار، صوت كردستان، وصوت ثورة حرية المرأة التي طبعت بصمتها على القرن الحادي والعشرين، تنهي إصدارها بهذا العدد، من الواضح أن إنهاء إصدار “سرخبون” لا يعني نهاية، بل هو محاولة لتهيئة الأرضية من أجل بدايات جديدة، ومحاولة لتأسيس مؤسسات نشر جديدة تتماشى مع الحقيقة الأيديولوجية والنظرية للمجتمع الديمقراطي، ولهذا فإن إرث سرخبون، الذي ترك بصمته في مرحلة تاريخية، ستأخذ مكانها بدورها الجديد ضمن مؤسسات النشر الجديدة في المرحلة الجديدة القادمة، كانت صوت المقاومة العالي في زمن البطولة للشعب كردستان، وكانت المدرسة الحقيقية التي تخرّج منها الثوار والوطنيون الذين تربّوا على فكر القائد آبو.
كل شيء من أجل بدايات جديدة وبقوة أكبر!
ستبقى روح وعقلية سرخبون حية دائماً!”