المبادرة السورية لحرية القائد عبدالله اوجلان

القائد عبد الله أوجلان: تركيا ستكون أمام مفترق طرق

33

يوضح القائد عبد الله أوجلان أن الجمهورية التركية ستكون أمام مفترق طرق، إما الاستمرار بنهج الإبادة، أو التوجه نحو حل القضايا العالقة ارتكازاً على أسس الوحدة الديمقراطية.

القائد عبد الله أوجلان: تركيا ستكون أمام مفترق طرق

مركز الأخبار

 يستقرئ القائد عبد الله أوجلان في مجلد “الـقـضـيـــة الـكـرديـــة وحل الأمة الديمقراطية” دفاعاً عن الكرد المحصورين بين فكَّي الإبادة الثقافية، ومستقبل تركيا.

وفي الفصل السادس المعنون “انزلاق سلطة الهيمنة في ظل الجمهورية التركية” يشدد القائد عبد الله أوجلان على ضرورة العودة إلى التحالف السائد في حرب التحرير 1919-1922.

وفيما يلي مقتطفات من تقييمات القائد عبد الله أوجلان:

“ستَكُون الجمهوريةُ التركيةُ في القريبِ المنظور أمام مفترقِ طرقٍ بكلِّ ما للكلمةِ من معنى. فالجمهوريةُ التي وُجِّهَت في مرحلةِ التأسيسِ صوبَ الحربِ المناوِئةِ للكردِ على يدِ الإنكليز، سوف تَجِدُ نفسَها –مع الأسفِ الشديدِ– في خضمِّ مأزقٍ خانقٍ أشدّ حِدّة، من خلال عدائِها للكرد، والذي يُوَجَّه ثانيةً من إنكلترا بمَعِيّةِ حليفتِها أمريكا. وبالأصل، فقد مرّت العقودُ الثلاثةُ الأخيرةُ من سياقِ الجمهوريةِ الثانيةِ مشحونةً بالتخبطِ في هذا المأزق. أي إنّ ما جرى لَم يَكُن “حرباً منخفضةَ المستوى” فحسب. بل وكان يجسدُ تغلغُلَها وتحَلُّلَها حتى في أدقِّ خلايا القِيَمِ الاجتماعية. لقد تمَّ عيشُ تفسخٍ وتناثرٍ اجتماعيٍّ أشدَّ وطأةً بكثير من الانهيارِ أو التحلحل. ذلك أنّ الإرادةَ التي تنظمُ ذاتَها على شكلِ شبكةِ غلاديو، قد تُمثلُ أيَّ نظامٍ ظلاميٍّ كان؛ ولكنها لا يمكنُها أنْ تُمثلَ النظامَ الجمهوريّ. أما الإصرارُ على الحرب، فلا يُمكِنُ إلا أنْ يَكُونَ حملةً أخيرةً تُطلقُها الغلاديو. ولأجلِ تحاشي ذلك، يكفي إخراجُها من “غرفةِ العملياتِ” إلى النور. الطريقُ الثاني البائنُ في المفترقِ الذي ينتصبُ أمام الجمهورية، هو الطريقُ الذي سيتمُّ قطعُه بإعادةِ تعبيدِ أرضيةِ الجمهوريةِ بالوحدةِ الديمقراطيةِ التي شهدَتها حربُ التحريرِ الوطنية. ذلك أنّ ما جعلَ الجمهوريةَ جمهوريةً حقة، هو التحالفُ السائدُ في الحربِ الوطنيةِ الديمقراطيةِ خلال أعوام 1919–1922. وقد أدى الطعنُ في هذا التحالفِ المناهِضِ للهيمنة في نهايةِ المآلِ إلى ضياعِ فرصةِ الجمهوريةِ الديمقراطية، وإلى تأسيسِ السلطاتِ التآمريةِ والفاشيةِ البدئيةِ والانقلابيةِ الغلاديويةِ والعصاباتيةِ بدلاً منها. ولكن، جليٌّ جلاءَ النهارِ أنّ هذا الطريق، الذي جُرِّبَ مراتٍ ومرات، وباءَ بالفشلِ في كلِّ مرة؛ لا يُمكنُ أنْ يَكُونَ الطريقَ الحقيقيّ للجمهورية. في حين إنّ طريقَ الجمهوريةِ الديمقراطية، والذي كان ينبغي السيرُ عليه منذ البداية، هو السبيلُ الوحيدُ لاستتبابِ السِّلمِ المجتمعيِّ وحلِّ القضايا العالقةِ في المرحلةِ المقبلة. وKCK ليس عائقاً. بل هو فرصةُ حلٍّ نفيسةٌ على هذه الدربِ التي تُعدّ آخِرَ فرصةٍ أمام حزب العدالة والتنمية AKP وحكومتِه”.

هذا ويصادف اليوم الذكرى 101 لتأسيس الجمهورية التركية (29 أكتوبر 1923).